في الحروب والصراعات، حاليا وفي الماضي، تبرز ممارسات الاغتصاب والعنف الجنسي كـ "سلاح" أو "ممارسة عشوائية" تكون غالبا النساء ضحيتها، ولا ينجو منها الرجال والأطفال.
إسرائيل تقول إن عناصر حماس ارتكبوا "جرائم اغتصاب وعنف جنسي" خلال هجوم السابع من أكتوبر. وفي ذات الوقت كشف مسؤول أميركي سابق معلومات حول قضية "اغتصاب طفل معتقل في سجن إسرائيلي"، قال إنه اطلع عليها خلال عمله.
وفي السودان تتهم واشنطن قوات مسلحة بارتكاب جرائم حرب، تشمل الاغتصاب والعنف الجنسي بحق النساء.
أما في إيران، فقد كشفت منظمة العفو الدولية "أمنستي"، أن القوات الإيرانية استخدمت "الاغتصاب" بحق الرجال والنساء لترهيب المحتجين ضد النظام.
لماذا تشهد الصراعات جرائم جنسية؟
تقول الأمم المتحدة إنه كثيرا ما يُستخدم العنف الجنسي كأسلوب من أساليب الحرب، فهو "ليس مجرد اغتصاب خارج نطاق السيطرة، بل اغتصاب بموجب أوامر، كوسيلة لتحقيق أهداف عسكرية أو سياسية أو اقتصادية".
وتقول المنظمة الدولية إنه، على سبيل المثال، "شهدت شبه القارة الهندية أهوال الاغتصاب المنهجي لمئات الآلاف (تتراوح الأرقام بين 200 ألف إلى 400 ألف) من النساء البنغاليات، في جهود الجيش الباكستاني لسحق حركة تحرير بنجلاديش عام 1971".
وفي السنوات الأخيرة، تحاول سريلانكا أن تتصالح مع آثار 26 عاما من العنف الوحشي الذي ارتكبته كل من قوات الأمن وحركة نمور تحرير تاميل إيلام الانفصالية.وأشار تقرير لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إلى ارتكاب جرائم فظيعة بين عامي 2002 و2011 في هذا البلد.
أما اليابان، فقد اعتذرت عن "أبشع جريمة عنف جنسي واغتصاب" ارتكبها جيشها بحق نساء، في قضية صارت تعرف بـ "نساء المتعة".
ما هو العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات؟
عرفت تقارير الأمم المتحدة العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات بأنه "الاغتصاب، والاستعباد الجنسي، والدعارة القسرية، والحمل القسري، والتعقيم القسري، وأي شكل آخر من أشكال العنف الجنسي على نفس الخطورة، يرتكب ضد النساء أو الرجال أو الأطفال بشكل مباشر أو غير مباشر. مع التأكيد على الارتباط غير المباشر (المؤقت أو الجغرافي أو السببي) بالصراع".
وقد يكون هذا الارتباط بالصراع واضحا في ملف تعريف مرتكب الجريمة ودوافعه، أو ملف الضحية، أو مناخ الإفلات من العقاب أو انهيار الدولة، أو أي أبعاد عبر الحدود، أو انتهاكات لشروط اتفاق وقف إطلاق النار.
إسرائيل وحماس
وتحدث المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، عن "اتهامات خطيرة جدا" بأعمال "عنف جنسي" ارتكبها عناصر حماس خلال هجوم السابع من أكتوبر، وطلب من إسرائيل السماح لفرقه بالتحقيق في هذا الأمر.
وقال المفوض السامي لحقوق الانسان، إن "الأشكال الفظيعة للعنف الجنسي يجب أن تكون موضع تحقيقات معمقة، وعلينا أن نحرص على إحقاق العدالة. هذا واجبنا تجاه الضحايا".
ونفت حركة حماس بشكل قاطع الاتهامات بحصول عنف جنسي خلال هجمات 7 تشرين الاول، معتبرة ذلك "أكاذيب وادعاءات لا أساس لها من الصحة، هدفها شيطنة المقاومة الفلسطينية".