الترسيم اتفاق 17 أيار بحري... وهذا ما جرى

An Israeli Navy vessel patrols in the Mediterranean Sea at the maritime border between Israel and Lebanon, off the southern Lebanese town of Naqoura, on September 4, 2022. (Photo by Mahmoud ZAYYAT / AFP)

يبدو جلياً أنّ ما جرى من ترسيم بين لبنان وإسرائيل إنّما كان بين حزب الله والدولة اللبنانية، وبالتالي إنّه سابع عشر من "أيار بحري"، لا بل إنّ اتفاق 17 أيار الذي أُلغي من قبل رئيس الجمهورية الشيخ أمين الجميل آنذاك كان أفضل بكثير من الترسيم الذي هو اعتراف واضح من حزب الله بإسرائيل، وعليه يسأل المتابعون والمواكبون لمسار الأوضاع، لماذا حرب تموز 2006، ولماذا كل هذه الحروب والدمار والخراب من أجل أن يكون لإيران موطئ قدم في لبنان وأن تستغل حزب الله، حليفها الأيديولوجي والعقائدي، من أجل إقحام لبنان في سياسة المحاور، وبالتالي تأخذ ما تريده من خلال المفاوضات النووية في فيينا، وكذلك بعد خسارتها الورقة العراقية إثر وصول الرئيس مصطفى الكاظمي إلى الحكم وعودة العراق إلى الحضن العربي حيث بَنَت بغداد أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية ومصر والأردن وسائر الدول العربية، بمعنى أنّها عادت إلى الحضن العربي والجامعة العربية، في وقت لا زالت الساحة اللبنانية ممسوكة من حزب الله، وفي المحصلة من إيران التي تدعم هذا الحزب على المستويات كافة.
من هنا، إذا كان يُقال إنّ اتفاق 17 أيار هو اتفاق إذعان وانهزامي، فالسؤال ماذا عن الترسيم؟ هل بات حزب الله وإيران يشكلان حرس حدود لإسرائيل بينما الدولة اللبنانية غائبة؟ وهل يريد الحزب أن يقدّم "جائزة ترضية" لعهد كان فاشلاً طوال السنوات الست الماضية؟ وهذا ما حصل ولبنان دائماً يدفع الأثمان، فيما المملكة العربية السعودية تحتضن أكبر جالية لبنانية تشكل رافداً إقتصادياً لأهل أفراد تلك الجالية وذويهم في لبنان، وهي من أعادت إعماره مراراً، في وقت تقدّم إيران الصواريخ وقد أسهمت في تدمير البلد مراراً.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: