شهد اتحاد بلديات بعلبك مراسم التسلّم والتسليم بين رئيس الاتحاد السابق شفيق قاسم شحادة ونائبه جمال عبد الساتر، والرئيس المنتخب حسين علي رعد ونائبه عباس معاوية، وذلك بحضور رئيس بلدية بعلبك المحامي أحمد زهير الطفيلي، وعدد من الفعاليات البلدية والثقافية والاجتماعية.
في كلمته، هنأ شفيق شحادة الرئيس الجديد ونائبه والمجالس البلدية المنتخبة ضمن نطاق الاتحاد، متمنيًا أن تكون الظروف المقبلة أفضل من السنوات الثلاث الماضية، والتي وصفها بـ”إدارة أزمة صعبة”.
وأوضح أن العجز المالي عند استلامه مهمات رئاسة الاتحاد في تموز 2022 بلغ نحو 30 مليار ليرة، بينما ارتفع اليوم ليصل إلى حوالي 33 مليارًا، تشمل مخصصات غير مدفوعة للرئيس ونائبه عن خمسة أشهر، ورواتب موظفين وأجراء وشرطة وعمال عن 18 شهرًا، إضافة إلى منح مدرسية، مساعدات وفاة، مكافآت، وديون متراكمة تقدر بحوالى 15.5 مليار ليرة.
وعزا شحادة السبب الرئيس للعجز إلى سياسات الدولة، التي رفعت الرواتب والمساعدات دون أن ترفع مداخيل البلديات أو تسدد مستحقاتها المتأخرة، مشيرًا إلى أن عائدات الصندوق البلدي المستقل والخليوي ما زالت تُحسب على أسعار صرف قديمة (1500 ل.ل. و2000 ل.ل.) ولم تُدفع حتى الآن عن عامي 2023 و2024.
وأضاف: “رغم الانهيار المالي وعجز البلديات عن دفع مساهماتها، تمكنا من الحفاظ على الحد الأدنى من التوازن، فيما تتحمّل الحكومة مسؤولية العجز الناتج عن الرواتب وبدلات النقل التي ارتفعت بشكل كبير”.
وكشف شحادة عن نجاح الاتحاد في جمع تبرعات ساهمت في دفع رواتب متأخرة عن 18 شهرًا، مثنيًا على دعم عدد من الشخصيات والجهات، أبرزها مدير عام مستشفى دار الأمل الجامعي الشهيد علي ركان علام والحاج فراس يحفوفي. كما أشار إلى تنفيذ مشاريع بقيمة 6 ملايين دولار، ومشاريع إضافية قيد المتابعة بقيمة 1.5 مليون دولار، داعيًا إلى استمرار العمل للنهوض ببعلبك ومنطقتها.
رعد: التشاركية أساس المرحلة المقبلة
من جانبه، عبّر الرئيس الجديد للاتحاد حسين علي رعد عن تقديره لجهود سلفه، مؤكدًا التزامه بالبناء على ما تحقق، ومتابعة المسيرة على قاعدة “التنمية التراكمية والتعاون”.
وقال: “بعد اكتمال المجالس البلدية، حان الوقت للانطلاق بخطة تعافٍ شاملة، تتطلب جهدًا جماعيًا لما فيه مصلحة بعلبك والاتحاد”. وشدد على أن المرحلة الجديدة عنوانها التشاركية في القرار والعمل، وضرورة وضع خطة موحدة لمعالجة التحديات.
وأشار رعد إلى أن الملفات التنموية الملحّة، كملف النفايات وأزمة المياه، ستكون في صلب الأولويات، مع السعي للحصول على دعم مالي وتقني من الوزارات والجهات المانحة. ودعا إلى عقد لقاءات دورية لرؤساء بلديات الاتحاد لتنسيق المشاريع وتحديد الأولويات.
وفي ختام كلمته، أكد رعد على أهمية التشاركية مع المجتمع المحلي في صياغة الرؤى التنموية، داعيًا إلى الانتقال من “ديمقراطية التمثيل إلى ديمقراطية المشاركة”. وأضاف: “نحن أمام تحديات كبيرة، لكن بالتعاون نحقق الأمل المنشود لبعلبك ومنطقتها”.