التوتر الروسي الاسرائيلي

96513Image1-1180x677_d

سجلت الساعات الثماني والأربعون الماضية تطورات على جانب كبير من الأهمية والخطورة في سياق الحرب في أوكرانيا ومن بينها التوتر السياسي والديبلوماسي غير المسبوق بين روسيا وإسرائيل على خلفية السجال الديبلوماسي الذي سببه تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف منذ ثلاثة أيام عندما اعتبر أن لدى هتلر جذوراً يهودية، ما أثار حفيظة إسرائيل واليهود في العالم واستدعى ردوداً إسرائيلية تراوحت بين ردود وسجال بين لافروف ووزير خارجية إسرائيل يائير ليبيد الذي وصف التصريح بالمشين "لا يُغتفر" وبأن اتهام اليهود أنفسهم بمعاداة السامية هو أدنى مستوى من العنصرية، وما استتبعه هذا السجال من رد روسي باتهام إسرائيل بدعم النازيين الجدد في أوكرانيا، وبالتذكير بأن الأمم المتحدة كانت في ظل نظام القطبين العالميين السوفياتي والأميركي، قد اعتبرت الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية والتمييز العنصري إلى أن انهار الإتحاد السوفياتي وتمكنت الولايات المتحدة من دفن هذا التوجه. تصاريح وتبريرات أدت إلى تأجيج الحملات الإعلامية وردود حامية متبادلة بين الطرفين على قاعدة كشف روسيا إمكانية أن يكون النظام الأوكراني نازياً رغم يهودية الرئيس زيلنسكي الذي اتصل بالأمس برئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت لبحث تصاريح لافروف التي وصفها بالمشينة .
هذا التوتر المستجد بات يلقي بظلاله على الملفات ذات الإهتمام المشترك أو التَمَاس المشترك بين الدولتين، وبخاصة الملف السوري الذي طالما شكّل مثالاً فاضحاً على التعاون والتنسيق الروسي- الإسرائيلي بإتاحة المجال أمام إسرائيل لاستخدام السماء السورية لتنفيذ غارات على مواقع إيرانية وميليشياوية تابعة لطهران في مقابل تسليم الداخل السوري للروس.
وما يزيد من خطورة التوتر المستجد ويؤشر الى المنحى التصعيدي استحضار الروس في معرض السجال مع الإسرائيليين والردود عليهم الموضوع الفلسطيني وكيف أن إسرائيل التي تحرص على معاداة السامية بدعم أميركي وغربي استغلت ذلك للإعتداء على الشعب الفلسطيني وحقوق شعوب أخرى، الأمر الذي يؤشر إلى وصول الجدال حداً خطيراً يؤثر على مجمل العلاقات الثنائية.
مهما يكن من أمر فإنه من المؤكد أن هذا التوتر بين روسيا وإسرائيل يستكمل مشهدية الإصطفافات الدولية ضد غزو الروس لأوكرانيا ويحرر إسرائيل في مكان ما من إحراج لطالما شعرت به منذ ٢٤ شباط الماضي، تاريخ بدء ما أسماه ولا يزال الرئيس بوتين "بالعملية الخاصة"، ما سينعكس حكماً على مسارات الحرب وتداعياتها في الشرق الأوسط .

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: