كل فترة تمّر علاقة التيار الوطني الحر وحزب الله بنزلات سياسية، تنتج زعلاً صامتاً الى ان يأتي الفرج على ايدي الوسطاء، لكن الطرفين يصفان ذلك كالعادة بانها غيمة صيف و”مارقة “، لكن هذا المرة لم تعد الغيمة ” مارقة” بل باقية على ما يبدو، مع امطار غزيرة وسيول، لان الكيل طفح ولم يعد التيار يفهم على الحزب والعكس صحيح. لذا تكثر” اللطشات” من بعض نواب التيار الذين يُصنفون في خانة الصقور، فيما تغيب ” لطشات” الحزب ضد التيار، بإستثناء القليل منها، وضمن الجدران الاربعة والكواليس الضيقة فقط لا غير.
الى ذلك وعلى أثر العلاقة القوية التي كانت تجمع التيار بالحزب، منذ ورقة التفاهم الموقعّة في شباط من العام 2006، فالوضع بينهما كان متيناً خصوصاً مع رئيس الجمهورية، وبدوره الامين العام للحزب السيّد حسن نصرالله، كان يذكر التيار والعلاقة الجيدة معه في معظم خطاباته، ما يؤكد بأن العواصف ومهما اشتدت حينها كانت تهدأ بينهما، على عكس الوضع مع الاطراف الاخرى، خصوصاً من ناحية التيار الذي يعاني من تدهور الوضع السياسي مع العدد الاكبر من الاحزاب، وفي طليعتهم الركن المسيحي الابرز على الساحة أي القوات اللبنانية، إضافة الى تيار المردة، حيث العلاقة في أسوأ حالاتها، كذلك الامر مع الرئيس نبيه بري، الامر الذي دعا احد السياسيين العتيقين الى التعليق ضاحكاً بأن “جبران لا يثبت على علاقة ، لذا إستعدوا لخلافه مع الحزب”، وهذا ما حصل وظهر الى العلن، اذ بات واضحاً بأن ثمة شيئاً ما اهتز في علاقتهما، التي لن تعود الى سابق عهدها، بعد الشرط الذي وضعه حزب الله للسماح في إنعقاد جلسات مجلس الوزراء، وهو إقالة المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار تحت حجج واهية ، الامر الذي أغضب رئيس الجمهورية الذي لم تفلح وساطات مرسلة من قبله لحل هذه المشكلة، كما ان أحداث الطيونة وضع العهد والتيار في موضع مسيحي لا يُحسدان عليه، ما يؤكد بأنّ تفاهم مار مخايل الذي كان يصعب خرقه، باتت مسألته سهلة من هذه الناحية، وصولاً الى الابعد من ذلك، خصوصاً بعد كلام النائب آلان عون حول ما حصل في عين الرمانة، وفي مسألة القاضي بيطار، ليقدّم دليلاً على التباين بين الطرفين، مع تغريدات للنائب زياد أسود تتردّد بين الحين والاخر، ما يطرح اسئلة حول مدى سير هذا التفاهم نحو الدروب الموصدة؟، في ظل ” زعل” التيار وعدم إرضائه من قبل حزب الله .
