أكد رئيس حزب الكتائب، النائب سامي الجميّل على مجموعة مواقف تعكس قراءته للمرحلة “غير المطمئنة” التي نعيش. ويبدي حرصه على “قيام أوسع جبهة للمعارضة الوطنية. فكل كلام طائفي يجرّنا إلى ملعب حزب الله ويسهّل له السيطرة على البلد”. وهو مقتنع أن “ليس هناك ما يُسمى الثنائي الشيعي. يوجد الحزب ومن تبقّى أتباع”. وفي حين عبّر عن مخاوف من الوضع الراهن “غير المطمئن ولا الصحي، وانشغال العالم عن لبنان، أصرّ على “وجوب أن تتمسك المعارضة بجهاد أزعور”، وأنه “لا بد من الصمود والمواجهة”، جازماً أن الكتائب “لن تنتخب سليمان فرنجية أيّاً تكن الاعتبارات والظروف”، وداعياً الوزير عبدالله بو حبيب أن “يشفع بضيعته روميه ويستقيل”!
يأخذ الجميّل الخطر الأمني بـ”كثير من الجدية”. يستقبل ضيوفه في “منطقته الآمنة” في مكتبه في بكفيا. ويقول لـ”المدن” أن “في البلد عملية تخويف ممنهجة لكل من لديه موقف واضح تجاه تصرفات الحزب”.
ويرفض الجميّل “الدخول في التفاصيل”. وما لا يقوله بالكلام، تبوح به “لغة الجسد” حين يتحرك مراراً في مقعده منزعجا ومتمسكاً بإجابته “لدي أسبابي ومعلوماتي ولن أدخل في التفاصيل”.
وبسؤاله عما تفعله المعارضة وعن غيابها عن أي توافقات أو تسوية آتية بعد انتهاء الحرب في غزّة وجنوب لبنان، يقول “هذه بروباغندا الحزب التي تبالغ في دورها وتحمّل المعارضة كل تقصير. نحن منعنا الحزب من فرض رئيس، وخضنا معركة بجهاد أزعور واخترقنا صفوف 8 آذار، مما دفع رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى تسكير المجلس. فما هو المطلوب منا؟ كيف نواجه ميليشيا؟ هل نحمل السلاح مثلهم؟ هل ننجر إلى حرب أهلية؟ في ظل التوازنات القائمة فإن ما تقوم به المعارضة من صمود وثبات هو إنجاز كبير”. ويسأل “لماذا نحمّل المعارضة مسؤولية ما سيحصل غدا؟ لكل مرحلة ظروفها ومعطياتها وسنتعاطى معها في حينه”.
يضيف: “هل يُسأل شعب محتل لماذا تقبل بالاحتلال، وكيف ستواجه الموضوع؟ سنواصل مسار الصمود والمقاومة ورفض إملاءات الحزب، الذي هو جزء من منظومة إيران الأمنية. لقد كان البلد محتلاً من السوري وقاومناه بالطرق السلمية إلى أن خرج من البلد”.
وبسؤاله: “لكن حزب الله ليس احتلالاً خارجياً، هو من نسيج البلد…”، يجيب “لم أقل أن هنالك احتلالاً غريباً. هو احتلال للقرار اللبناني، ونحن نريد تحرير القرار اللبناني من سيطرة الحزب وسلاحه ومن خلفه إيران”.
ويقول رئيس حزب الكتائب “ليس هناك ما يُسمى الثنائي. يوجد الحزب ومن تبقّى أتباع. هل تمكّن برّي مثلاً من منع انتخاب ميشال عون؟ كنا نتمنى لو استطاع برّي وحركة أمل التمايز عن الحزب. فـ”أمل” لم تشارك في الحرب في سوريا، ولا في فتح جبهة الجنوب في 8 تشرين. لكن المؤسف أنها تعود وتغطي سلوك الحزب وتجاوزاته”.
وردا على سؤال، يقول: “إنهم جميعاً جزء من محور واحد، يتشاركون الخط السياسي الواحد من زمن الاحتلال السوري إلى الحزب. والأكيد أن برّي مقتنع بهذا الترشيح لأنه مرشح محور بكامله”، ويشدد على انه “لن ننتخب سليمان فرنجية أيّاً تكن الاعتبارات والظروف. فنحن لا نقدم على أي خيار نعرف أنه يؤذي البلد”.
وفي السياق الرئاسي يشدد الجميّل على “وجوب أن تتمسك المعارضة بترشيح أزعور طالما لا إمكانية لتأمين إجماع أوسع على أي شخص آخر”. يضيف “الجميع يحتاج إلى خرق في الموضوع الرئاسي، لكن طالما لا نستطيع تأمين توافق أوسع على اسم آخر، التخلي عن أزعور يعني تشتيت الأصوات وتقديم هدية لحزب الله والمساهمة بانتخاب فرنجية”.
ويضيف: ” نحن نعتبر أننا الأجدر في حزب الكتائب. لا أحد يكون في حزب ويفضل شخصاً ينتمي إلى حزب آخر. لكننا نعرف أنه في ظل واقع البلد اليوم، لا إمكانية تتيح لهذا “البروفيل” الوصول؛ ولو وُجدت لكنا طرحنا الموضوع”. المهم أن نذهب لاختيار الأفضل. وهو اليوم شخص في الوسط”.
ويكرر الجميّل وجوب انتخاب رئيس “كمدخل أساسي لاستعادة الدولة وانتظام عمل المؤسسات، بدءاً من تشكيل حكومة وانتهاء بأصغر تفصيل إداري. فنحن بلا رئيس جمهورية، والحكومة يسيطر عليها حزب الله والمجلس النيابي مشلول والحرب دائرة في الجنوب…”.