لا تؤشر التطورات الأخيرة على جبهة الترسيم البحري بأن أمور الإتفاق سالكة قريباً وإن كان مواكبون لهذا الملف يضعون الإنتكاسة الأخيرة في سياق الضغط لتمرير اتفاق الترسيم وفق الصيغة الراهنة واستغلاله سياسياً من قبل الأطراف المفاوضة.لكن ما يحمله المشهد الحدودي لا يقتصر على ملف الترسيم فقط، بل يتخطاه وفق ما تكشف مصادر سياسية مطلعة، إلى الأمر الواقع الذي يسعى "حزب الله" إلى فرضه في المنطقة من خلال التصويب على دور قوات اليونيفيل بعد تعديل مفهوم عملياتها، ما تسبب بردة فعل تصعيدية من قبل الحزب الذي بات يتهم اليونيفيل بالتعاون مع إسرائيل وينظر إلى عملها وكأنه دعم لإسرائيل من خلال دوريات حفظ الأمن التي تقوم بها.ومن شأن هذا التحول أن يضع مهمة قوات الطوارىء أمام تحديات جديدة وبالتالي وضع الجنوب أمام منعطف خطير يبدأ بتغيير قواعد الإشتباك بين الحزب والقوة الدولية وتالياً بينه وبين إسرائيل، في حال سقطت الوساطة الأميركية في ملف الترسيم .
