اعتبر رئيس "تكتل بعلبك الهرمل" النائب حسين الحاج حسن أنّ "لبنان لا يحكم إلّا بالشراكة وفق صيغة الوفاق الوطني والعيش المشترك، والحكومة في تشكيلها وفي بيانها وخططها وبرامجها، ينبغي أن تكون مستندة إلى صيغة تراعي الميثاق والعيش المشترك والوفاق الوطني والدستور، وتراعي أيضاً المصلحة السياسية للبلد".
وسأل خلال حفل تأبين إحدى عناصر حزب الله في بعلبك: "هل هناك مصلحة سياسية وطنية أن يبدأ العهد بحكومة تؤدي إلى أزمات؟ هذه ليست مصلحة أحد في لبنان، إلّا لمن يفتش على مشكل. إن المصلحة الوطنية اللبنانية تقتضي أن تتشكل حكومة جامعة تستند إلى صيغة العيش المشترك وإلى قاعدة سياسية صلبة يؤمنها المجلس النيابي بثقة عالية لا تتأمن إلّا بالشراكة".
وقال: "الشهيد علي محمد مدلج حتى الآن هو مفقود الأثر، ولا يزال العديد من الشهداء تحت الركام او مفقودي الأثر، قيمة وإنجاز هؤلاء الشهداء في هذه الحرب التي شُنّت على الحزب والمقاومة، منذ منتصف أيلول إلى آخر تشرين الثاني، أنهم منعوا العدو من تحقيق أهدافه، وسبب الحرب على لبنان ليس غزة وطوفان الأقصى، فالحرب كانت ستقع على المقاومة بتوقيت ما، أو بذريعة ما، لأنّ الهدف الأميركي الإسرائيلي مع التآمر الواسع في المنطقة، هو إنهاء المقاومة، وصولاً إلى التطبيع مع العدو، يعني بيع وتصفية القضية الفلسطينية، والآن تتكشف الأمور باستعجال (الرئيس الأميركي) دونالد ترامب، فهو بعد أقل من شهر من تولّيه مهامه، بدأ يتحدث عن ترحيل الفلسطينيّين من غزة، وبعد ذلك من الضفة والقدس، وعندما اعتراض الأردن ومصر على ذلك، كان جواب ترامب سيقبلون بذلك وسيفعلون. الهدف إنهاء المقاومة لتسهيل الطريق أمام التطبيع، وتصفية القضية الفلسطينية بقرار أميركي إسرائيلي غربي، وبتواطؤ من النظام الرسمي العربي الإسلامي بشكل واسع".
وتابع: "كان من أهداف الحرب على لبنان سحق الحزب، هؤلاء الشهداء مَنعوا تحقيق هذا الهدف في حضورهم المقاوم الاستشهادي، وأعطوا زخماً للمسيرة على الرغم من التضحيات الكبيرة، على الرغم من استشهاد الأمين العام السيد حسن نصرالله، واستشهاد (الرئيس السابق للمجلس التنفيذي في الحزب) السيد هاشم صفي الدين وعدد كبير من القادة وكل الشهداء. المقاومة بقيت، والحزب بقي، بفضل هؤلاء الرجال، وبفضل البيئة الصامدة الحاضرة والقوية".
وأردف: "نسمع البعض في البلد والخارج يتحدثون عن مستقبل الحزب ومستقبل المقاومة، نقول لهؤلاء المقاومة ليست مجموعة صغيرة، هي جسم كبير ومتماسك وقوي، والحزب هو حزب جماهيري مقاوم، كبير الحجم، متماسك وقوي، وبيئته متلاحمة معه ليس من منطلق عاطفي فحسب، أو فئوي أو عصبوي، بل من منطلق عقائدي وقناعة راسخة، لذلك المراهنات على مستقبل الحزب والمقاومة والمسيرة، جوابها عند الناس، عند الرجال والنساء والأطفال الذين زحفوا الى قرى الجنوب الأحد الماضي، فاستشهد وجرح منهم رجال ونساء وأطفال، هؤلاء الذين هجروا من قراهم، يقبلون على المواجهة ولا يخافون، وهم عُزَّل من أي سلاح، للذي يراهن على مستقبل المقاومة نقول له مستقبلها رجالها ونساؤها واطفالها وقدراتها وقوتها وعقيدتها، وسيبقى العداء لإسرائيل راسخاً مهما تبدلت الظروف، إسرائيل ستبقى العدو".
أضاف: "في الداخل لدينا خصوم نختلف معهم في السياسة وغير السياسة، حتى لو أنّهم ناصبونا العداء، نحن نتعاطى معهم على أنهم شركاء في الوطن، ولو اختلفنا معهم في السياسة وفي التقدير والموقف والرؤى والاستراتيجيات والتكتيكات".
ورأى أنّ "حديث ترامب عن تهجير الفلسطينيّين من غزة، يعني تهجير الشعب الفلسطيني، وأنّه لا عودة، وشطب حق العودة يعني التوطين، على الرغم من ذلك لم نر بيانات ولا استنكارات ولا مخاوف، ألا يعني الموضوع لدعاة السيادة؟ في دستورنا ممنوع التوطين، هل لديكم رغبة بتعديل الدستور لتلبية الطلب الأميركي بالتوطين؟ هل سمعتم بأن العدو الصهيوني يتمدد ويتوغل في جبل الشيخ وينشئ قواعد تنصت وتجسس، ويعلن أنّه لن يخرج من هناك لأمد طويل غير معلوم؟ ألا يعنيكم الأمر؟ هل سمعتم العدو يقول إنّه مدد إلى 18 شباط وإنّ الأميركيّين وافقوا معه، ويتحدث عن البقاء ببعض النقاط الحاكمة".
وقال إنّ "العدو قتل وجرح لبنانيّين توجهوا إلى قراهم، ألّا يعنيكم كسياديّين بأنّ العدو لا يزال يحتل الأرض ويعتدي ويجرف المنازل والبساتين والأراضي والبنى التحتية والطرقات؟ تنتقدون المقاومة، ولا تصدرون أي تصريح يدين العدو".
وأشار إلى أنّ "المخاطر القادمة على المنطقة، ومن ضمنها لبنان، هي مخاطر كبيرة. ترامب أعلن خلال حملته الانتخابية أنّه سيدعم نتنياهو بإعلان السيادة على الضفة الغربية، الذي لا يرى سيادة كندية على كندا، ولا يرى سيادة المكسيك على المكسيك، ولا سيادة الدنمارك على غرينلاند، والذي يريد من الأردن ومصر استقبال فلسطينيي غزة، ماذا ننتظر منه؟ نحن نستشرف المخاطر وسجلوا عندكم إنها ليست بعيدة، فكيف سيكون موقفكم يومها أمام اللبنانيّين وأمام شهداء المقاومة الذين استشهدوا دفاعاً عن لبنان، في وجه هذه المخاطر، وأمام عوائلهم، وكيف ستتعاملون مع هذه المخاطر القادمة؟".
وختم الحاج حسن مؤكدا أن "لبنان لا يزال امام تهديدات حقيقية من العدو، احتلال الأرض والعدوان ما زال موجودا، والقتل ما زال موجودا، والغارات ما زالت موجودة، والتجريف والتدمير ما زال موجودا، والتهديدات الأخرى المحتملة ليست ببعيدة، وهي تهديدات معلنة وليست سرية".