كتب رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور عبر منصة "اكس": "لبنان ليس بلداً عابراً في حياتي، ولا محطة استثمار فقط. لبنان حبّ، وذكريات، وعلاقة عمر، ولهذا فإن الكلام اليوم صعب، لكنه واجب. حباً للبنان، وخوفاً عليه. على مدى سنوات طويلة، استثمرت في لبنان بإيمان وثقة، وبنيت فنادق ومشاريع، وفتحنا أبواب عمل للمئات، إن لم يكن الآلاف، وآمنت بأن هذا البلد يستحق أن نقف معه حتى في أصعب الظروف".
وتابع: "وكنت دائماً أُلام على هذا الخيار، ويستغرب البعض إصراري على الثقة بلبنان، وعلى استمراري في مساعدة اللبنانيين حين اختار كثيرون الابتعاد. لكن ما شهده لبنان في السنوات الأخيرة لم يعد أزمة عابرة، بل انهياراً شاملاً أصاب الاقتصاد، والمال، والثقة، وأصاب المستثمرين الذين لم يكونوا سبباً في هذا الانهيار".
أضاف: " أقولها بمرارة: ما تكبّدناه من خسائر في لبنان لم يكن نتيجة حرب، بل نتيجة غياب قرار، وفوضى سياسات، وتعطّل دولة. حتى في مراحل سابقة صعبة من تاريخ لبنان، كان هناك حدّ أدنى من الاستقرار، وكانت الدولة قادرة على حماية الاستثمارات وتأمين مقومات الثقة. اليوم، هذا الحدّ الأدنى غائب".
وأشار إلى أنّ "الأكثر إيلاماً ليس الخسارة المادية فقط، بل استمرار احتجاز الأموال، وغياب أي خطوات جدّية لإعادة الحقوق، ليس لنا فقط، بل للمودعين والمستثمرين واللبنانيين جميعاً. فمن دون إعادة الحقوق، لا ثقة، ولا تعافٍ، ولا استثمار، مهما كثرت الوعود. يزيد العتب حين نرى حملات تشويه وتهديد وتطاول تُطلق بلا حسيب ولا رقيب، ومن دون أي موقف مسؤول يحمي صورة لبنان أو من استثمر فيه".
أكمل: " وهنا أقولها بوضوح: هذا الخطاب لا يسيء لي، بل يسيء أولاً إلى لبنان، ويقفل ما تبقى من أبواب الاستثمار العربي والخليجي والدولي. لبنان لن يُبنى بالتصريحات، ولن يُنقذ بالنوايا. لبنان يحتاج قرارات شجاعة، تحمي الملكيات الخاصة، تفرض سيادة القانون، وتعيد الاعتبار لهيبة الدولة. وفي الأزمات الاستثنائية، لا بد من حلول استثنائية، بما في ذلك استخدام الاحتياطات السيادية التي وُجدت أصلاً لمثل هذه اللحظات، لإعادة الحقوق وتعويض الخسائر".
وتابع: "أقول هذا من موقع المحبة. لكن المحبة وحدها لا تكفي إذا غابت الإرادة الجدية للنهوض. وقد وجّهت الكثير من الرسائل إلى المسؤولين اللبنانيين، ولم أجد أي تجاوب يُذكر، فوجدت نفسي مضطراً اليوم للتوجّه إليكم علناً، لأن الصمت لم يعد خياراً. وأقولها بصراحة كاملة: ما قد يغيّر المواقف ليس النقد، ولا السخرية، ولا الحملات، بل الاستمرار في غياب قرار حقيقي لدى من هم في موقع المسؤولية لإخراج لبنان من أزمته".
أضاف: "حقوقنا سنبقى متمسكين بها، كما يتمسّك أي مستثمر بحقّه. لكن الأهم من ذلك، أن يعود لبنان بلداً يُحترم فيه الاستثمار، ويُصان فيه الحق، وتُعاد فيه الثقة. الوقت كالسيف. وهو لا يعمل لمصلحة لبنان. وأن استمرار غياب الإرادة سيقود حتماً إلى مزيد من العزلة والخسارة. هو صرخة محبٍّ عاتب، وصوت إنذار لمن لا يزال يعتقد أن الأمور يمكن أن تستمر على هذا النحو".
لبنان ليس بلداً عابراً في حياتي، ولا محطة استثمار فقط. #لبنان حبّ، وذكريات، وعلاقة عمر، ولهذا فإن الكلام اليوم صعب، لكنه واجب. حباً للبنان، وخوفاً عليه.
— Khalaf Ahmad Al Habtoor (@KhalafAlHabtoor) December 30, 2025
على مدى سنوات طويلة، استثمرت في لبنان بإيمان وثقة، وبنيت فنادق ومشاريع، وفتحنا أبواب عمل للمئات، إن لم يكن الآلاف، وآمنت بأن…