"الحزب" بلَف الدولة.. والأميركيون: بري مقصّر!

Doc-P-844521-638780873394298651

كتبت جويس عقيقي في نداء الوطن:

قبل أن يصدر "حزب الله" كتابه المفتوح الذي وجهه إلى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، والذي رفض فيه علنًا التفاوض وتسليم سلاحه، كانت أجواء الرؤساء عون وبري وسلام مختلفة تمامًا وكان الرجال الثلاثة متفقين على مبدأ "التفاوض" وتوسيعه.

فمستشار رئيس الجمهورية العميد المتقاعد أندريه رحال، موفد الرئيس إلى "حزب الله" والمكلف بملف العلاقة مع "الحزب" كان يحضر للقاء قريب يجمعه برئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، وقد التقى لهذه الغاية أكثر من شخصية سياسية وحزبية لتحضير الأرضية اللازمة للقاء الذي كان يفترض أن يناقش "المفاوضات" و"سحب السلاح" من الباب العريض.

وقبل البيان الشهير، كانت الأجواء التي ترشح من بعبدا، تؤكد أن الأمور إيجابية لناحية المفاوضات، وأن اتفاقًا حصل بين الرؤساء عون وبري سلام على رفع السقف التمثيلي في لجنة التفاوض، حتى أنه تم طرح فكرة ضم سفراء سابقين إلى اللجنة ما يرفع مستوى التمثيل في التفاوض مع إسرائيل، وكان الرئيس بري مرحبًا وموافقًا على هذا الطرح، ولو أنه علنًا لم يكن يقول ذلك وبقي متمسكًا بالتفاوض فقط عبر لجنة "الميكانيزم".

"نداء الوطن" سألت عن موقف "حزب الله" من طرح رفع التمثيل في لجنة التفاوض، فقالت مصادر منخرطة بالمفاوضات إن "الحزب" أبلغهم بأنه سيفعل ما فعله في الترسيم البحري أي أنه سيقول: "أنا أقف خلف الدولة بما تقرره في التفاوض".

لكن المفاجأة وقعت بعد ساعات قليلة مما أبلغه "حزب الله" للمعنيين، عندما  أصدر "الحزب" كتابه الشهير الذي "بلَفَ" فيه أركان الدولة وشكّل مفاجأة للمسؤولين اللبنانيين الذين رأوا فيه انقلابًا على الاتفاق وعلى الأجواء الإيجابية والمتعاونة التي ضخها "حزب الله"، وأول المتفاجئين كان "الأخ الأكبر" نبيه بري الذي لم يبلغه "الأخ الأصغر" عن خطوته وتجاوزه في كتابه المفتوح، الأمر الذي أزعج بري وفاجأه، إلا أنه لم يعبّر عن انزعاجه ولم يصدر أي موقف أو أي تعليق على البيان، الأمر الذي جعل مسؤولين أميركيين يصفون تعاطي بري مع ما حصل بغير الكافي، وبأنه لم يكن بالمستوى المطلوب. ويؤكدون أن بري "مقصّر" بحيث كان يجب عليه أن يرد على "الحزب" الذي انقلب على تعهداته.

على أي حال، مسؤولون لبنانيون مطلعون على المفاوضات، يؤكدون لـ "نداء الوطن"، أن لبنان، لا يزال ينتظر الرد الإسرائيلي، على ما طرحه لبنان من توسيع لجنة التفاوض ورفع مستوى التمثيل فيها، وبالتالي رفع مستوى التفاوض مع إسرائيل وكلام المسؤولين هذا، يشكل أكبر دليل على أن المفاوضات بالنسبة إلى الدولة اللبنانية مستمرة بغض النظر عن موقف "حزب الله" وكتابه المفتوح إلى المسؤولين وعن كل مواقفه السابقة. كيف لا؟ ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة يجددان العهد في كل مرة ويقولان: "القرار اتخذ، الدولة هي التي تقرر".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: