ترك تعليق رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري العمل السياسي بعدما كان قلّص عمل المؤسسات الخدماتية للتيار فراغاً كبيراً على الساحة السنّية، إستغلها “حزب الله” لتعزيز حضوره و”السرايا السياسية” التابعة له على الساحة السنّية، ومحاولة ترجيح الكفة لفريق “٨ آذار” على حساب الفريق السيادي الذي كانت يتكتّل تحت مظلة “١٤ آذار”.
الأنظار اتجهت الى عكار خصوصاً حيث لا وجود للبيئة الشيعية الحاضنة لتسهيل حركة تغلغل الحزب كما في بعلبك – الهرمل على سبيل المثال، حيث عمد الى تعزيز حضوره في خزان تيار المستقبل الشعبي عرسال، ونجح في الانتخابات النيابية الأخيرة بحجز المقعدين النيابيين السنّيين لمصلحة مرشحيه، مستعيداً المقعد السنّي الذي خسره عام ٢٠١٨ لصالح مرشّح المستقبل يومها بكر الحجيري.
وفي هذا الإطار، وبعد الجولات السياسية للحزب على عدد من المرجعيات العكارية غير المنضوية بالمباشر في صفوف “٨ آذار”، وبعد المساعدات الإجتماعية والخدماتية التي قدّمها لتعبيد طريقه، ومنها على سبيل المثال لا الحصر توزيع المساعدات لضحايا وجرحى انفجار التليل، ها هو “الحزب” يُسجّل تقدماً كبيراً في السياسة عبر اجتماع بين نواب من محافظتي بعلبك – الهرمل وعكار اليوم في قاعة مكتبة مجلس النواب، في لقاء تنسيقي ولو أخذَ طابعاً تنموياً.
هذا الإجتماع الذي ضمّ نواب عكار من قدامى “تيار المستقبل” أفضى الى ولادة لقاء سيجتمع دورياً للتنسيق الإنمائي بين نواب المحافظتين وتأليف لجنة متابعة،
فهل يستغل “الحزب” هذا التقارب الإنمائي من أجل تجييره لصالحه في استحقاق رئاسة الجمهورية وهل سينجح؟