يتضاءل الرهان على حركة الأقطاب السياسيين في الآونة الأخيرة لتحريك الملف الرئاسي، في ضوء الوقائع العملية التي تدحض بقوة كل السيناريوهات التي تحدثت عن حوار أو تفاهم أو خرق على هذا الصعيد، والتي وضعت حركة اللقاءات الأخيرة في سياق الزيارات والإجتماعات البروتوكولية والإجتماعية لا أكثر ولا أقلّ.
ومن ضمن هذا السياق، تؤكد أوساط مطلعة في الحزب التقدمي الإشتراكي لـLebTalks، غياب أية اتجاهات سياسية جديدة على مستوى الإستحقاق الرئاسي، مشيرةً إلى أنه من الواضح أن الأمور لا تزال تدور في الدوامة ذاتها للأسف.
وعن اللقاءات والإتصالات التي جرت في فترة ما قبل الأعياد، والتي شارك فيها رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط، تكشف الأوساط في التقدمي، بأن “ما من شيء يُبنى عليه بنتيجة الحراك الأخير والأمور ما زالت تراوح مكانها”.
و أمّا على مستوى اللقاء الذي جمع جنبلاط برئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل،فهو لم يحمل أي شيء يمكن الحديث من خلاله عن مؤشرٍ جديد أو تغيير، موضحةً أن الطرفين استعرضا وجهات النظر، وبحثا في بعض النقاط والملفات التي قد يحصل فيها تقاطعاً أو من الممكن تحقيق شيءٍ ما فيها، وذلك في مراحل لاحقة، بمعنى أن التوجّه هو نحو استمرار التواصل، ولكن من دون تسجيل أي تغيير جدي حتى هذه اللحظة، وذلك، على أمل أن يواصل “الإشتراكي” من جهته، والآخرين من جهتهم، الإتصالات مع القوى السياسية الأخرى في المرحلة المقبلة.
من جهةٍ أخرى، وعلى صعيد الواقع في الجبل، وتحديداً في ضوء الرسائل الأمنية التي حملتها بعض الحوادث كما في بريح أو غيرها، فإن الأوساط نفسها، تجد أن الجهة التي تقف وراء هذه الرسائل الأمنية، تهدف إلى “تعكير صفاء الأجواء في منطقة الجبل التي ثبّتناها رغم كلّ الخلافات والتباينات”، مشيرةً إلى أنه خلال فترة الإنتخابات النيابية الأخيرة، وعندما كان سقف الخطاب عالياً والحملات مشتعلة بين القوى السياسية، لم تُسجّل أي حادثة أو إشكال في كل بلدات الجبل”.
وعن ارتدادات حادثة بريح، تجزم الأوساط بأنها معدومة، وهذا دليل رُقيّ أهالي الجبل، علماً أن من قاموا بها سيحاولون مجدداً، وكما فشلوا سابقاً في زعزعة الإستقرار، سيفشلون مجدداً ولن نسمح لهم بأن ينجحوا، والسبب بسيط، وهو أن المصالحة التي حصلت في الجبل لم تحصل فقط على مستوى القيادات والمسؤولين، بل على مستوى القاعدة وبين كل المواطنين”.
