أشار نائب رئيس مجلس الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب إلى أن “نحن اليوم في الظرف الذي نحن فيه نحن وحدنا، رفعنا شعار أن نكون وراء الدولة، وأن يتحمل المجتمع اللبناني مسؤولياته في هذه المرحلة، الجنوب هو جزء من لبنان، البقاع هو جزء من لبنان، الضاحية هي جزء من لبنان، فإذا هم يرفعون شعار السيادة ونحن نريد أن نمتحنهم في هذه السيادة، وإن كنا نعلم أن هذا مجرد شعار يرفع في وجوهنا في مواجهة المقاومة وفي مواجهة هذا الاتجاه، هذا المقر الذي نحن فيه الآن الذي أسسه الإمام موسى الصدر وكان أول بيت للطائفه ومقر رسمي للطائفه وسمي ببيت الطائفة، وكان من جملة أهدافنا أن نعيد لهذا المقر برمزيته حيويته وأن يعود إلى القيام بمسؤولياته تجاه أهله وتجاه شعبه الذي هو من موقع وطني وليس من موقع فئوي ولا من موقع مذهبي، من هذا المقر انطلقت هذه المواقف للإمام الصدر وتبلورت رؤية الشيعة المستقبلية من هنا، وأصبح الشيعة معترفاً فيهم وجزءاً فاعلاً في المجتمع اللبناني، حتى وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، لذلك هذه الرؤية التي ما زالت كما هي أننا جزء من الشعب اللبناني، أننا نريد أن يتحمل اللبنانيون جميعاً والدولة اللبنانية والمسؤولين مسؤولياتهم، وأن يكون غرضنا في هذا الاتجاه أن تتحقق الدولة القوية العادلة، الدولة التي تدافع عن أرضها وعن ترابها وعن أهلها وعن كرامتهم، وأن يدفع اللبنانيون جميعاً وأن لا ندفع وحدنا هذه الأثمان الباهظة، هذه مسؤولية اللبنانيين جميعاً، في المستقبل يجب أن يكون هذا هو الشعار الذي نرفعه، كل إخوننا وبيئتنا أن نوجههم بهذا الاتجاه، في دفع الدولة والمسؤولين اللبنانيين واللبنانيين جميعاً إلى أن يتحملوا مسؤولياتهم اتجاه وطنهم، ونؤكد أن العامل الخاطئ الذي أوصل اللبنانيين إلى هذا التباعد وإلى هذا التعصب الطائفي هو السياسيون والحزبيون الذين وقفوا في وجه مخطط أو شعار أو مشروع الإمام السيد موسى الصدر للدولة، هؤلاء هم الذين وقفوا وحاولوا أن يضعوا حدوداً بين الطوائف أن يكون هناك، دول هم اتهموننا بأننا لدينا دولة ضمن دولة. هناك دول، كل طائفة فيها دولة، كل طائفة لديها خطوط حمر حتى للدولة، لماذا لا يكون هناك محاسبة لماذا هناك فساد؟ لأن كل طائفة لديها دولة وتضع حدوداً، ولذلك كل طائفة تفعل ما تريد من دون أن يكون من حق الدولة أن تحاسب هؤلاء هم المسؤولون عن الفساد، أما اللبنانيون جميعا الذين يؤخذون إلى التعصب هؤلاء ضحايا مثلنا، ولذلك لا بد من التصرف بحكمة مع بقية أبناء الطوائف الذين يريدون مثلنا أن يعيشوا باستقرار وبأمن وبسلام، وأن تكون هناك دولة قوية عادلة ترعى جميع أبنائها وتحقق لهم آمالهم، إذا أحسنا التواصل مع القوى الاهلية وطبعاً هذا مشروع ليس مشروعاً سهلاً وهو كما ذكرت قام به الإمام الصدر وهو السبب الأساسي الذي دفع هؤلاء حماية لمصالحهم ومنعاً لتحقق هذه الدولة هي الحرب الأهلية، من أهم الأمور التي أخذت اللبنانيين الى الحرب الأهلية هي مواجهة قيام الدولة الحقيقية لأن مصالحهم ستتعرض، لأنهم يتحاصصون الفوائد والمنافع من هذه الدولة، ويجدون في إقامة الدولة الحقيقية حينئذن إنهاء لمصالحهم وإنهاءً لدورهم وأن يكون الشعب اللبناني شعباً واحداً محكوماً بدولة واحدة تحقق العدالة الإجتماعية وتأخذ لبنان في الطريق الصحيح، اليوم طبعاً أمام هذا المشروع هناك عقبات كبيرة وهناك أفخاخ كثيرة الآن، من جملتها ما حصل بالنسبة لموضوع الطائرة الإيرانية ومن عودة اللبنانيين على الطائرة الإيرانية، يجب أن نتصرف هنا بحكمة وأن لا نواجه هذا الموضوع من منطلق طائفي وأنا تكلمت مع إخواننا المسؤولين أن يكون التصرف تصرفا وطنيا، فإذن ليكن التحرك في أي مكان لمواجهة هذا الأمر وغيره من الأمور أن يكون التحرك تحركا وطنيا وليس تحركا طائفيا، إذا نحن قررنا أن نضع الدولة أمام مسؤولياتها ونقول لها تفضلي وتصرفي وحافظي على سيادتك يجب أن يكون اللبنانيون جميعاً في هذا الإتجاه وأن نضع اللبنانيين جميعاً أمام مسؤولياتهم، ليكون الموقف وطنياً وليس موقفا طائفيا لأن الموقف المذهبي أولاً سيكون ضعيفاً، ثانياً تشويه هذا الموقف سيكون أكثر مما نتصور، وقد بدأت بعض القنوات التلفزيونية وبعض الصحف للأسف تفسير الأمور بهذا الاتجاه وتشويه هذا الأمر بإعطاء صورة كما هي الصورة التي كانت موجودة وما زالت مستمرة بتشويه الوضع الشيعي أمام العالم وأن هؤلاء جماعة متفلتين لا يريدون دولة لا يريدون قانونا، هذا الأمر يضر بنا ولا ينبغي أن نحل مشاكلنا بأيدينا ومنفردين ووحدنا، وإنما بالعمل على أن يكون هذه المواقف وطنية وجامعة لدفع الدولة إلى القيام بمسؤولياتها سواء بهذه المشكلة أو بغيرها من المشكلات، حتى بالنسبة للأرض التي ما زال العدو يحتلها ويمدد لنفسه البقاء فيها ويجيز لنفسه احتلالها حتى في هذا الموقف ولو من باب إلقاء الحجة على اللبنانين جميعاً أننا ندعو الجميع وأنا الآن
اضاف: “أدعو جميع اللبنانيين ومن منطلق وطني للحفاظ على سيادة لبنان أن يزحفوا جميعاً من كل المناطق إلى الجنوب بالثامن عشر من هذا الشهر لدفع العدو وللضغط إعلامياً وعلى الأرض وعلى الأمم المتحدة وعلى كل العالم من أجل طرد العدو الإسرائيلي وإجباره على الخروج من كل شبر من الأرض اللبنانية المحتلة”. إمام الحج عجل الله تعالى فرجه الذي يجب أن يكون حاضراً في كل يوم وليس في اليوم الخامس عشر من شعبان فقط، بل في حياتنا، وأن نعلم جميعاً وأنتم تعلمون أننا في كل أمورنا هو فوقنا وحاضر بيننا دائماً وأن نتصرف على هذا الأساس، وألا نحاف من تأدية مسؤولياتنا مهما كانت الأثمان لكن أن نتصرف بحكمة. ثالثا: موضوع المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في هذا المكان، الواقع أن الدافع لإعادة إحياء بيت الطائفة هنا هو الدافع الذي دعاني لرمزيته لأنه كما ذكرت هو جعل الشيعة جزءاً من الحياة السياسية اللبنانية والحضور الشيعي في داخل الدولة انطلق من هنا، تطور الوضع الشيعي انطلق من هذا المكان لرمزيته الوطنية لأنه في هذه المنطقة بين مواطنينا وأهلنا وإخواننا من الطائفة المسيحية الكريمة الذين تعاطوا مع هذا الموقع بمسؤولية وبوطنية، وانا شكرت رئيس البلدية الذي تعاون كلياً معنا في كل ما جرى في هذه الأمور وفي الحفاظ على موقع المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى. ربما بسبب الحرب وبسبب الظروف التي فصلت اللبنانين بعضهم عن بعض وعطلت هذا الموقع، الموقع على طريق المطار هو موقع فرعي وصار هناك لاحقا وعدم معرفة مع هذا الموقع، لذلك أحببت أيضا أن يكون هذا اللقاء في هذا المكان ليعود من جديد إلى أحضانكم وأن يكون حاضراً بينكم وبكم في كل ما يجب أن نقوم به إن شاء الله”.