الخطيب: نرفض تفكيك السلاح تمهيداً لعدوان جديد على لبنان

ALKHATIB

ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب كلمة في الحفل التأبيني الذي أقيم في حسينية حاروف بحضور حشد من علماء الدين والفاعليات الاجتماعية والتربوية ورؤساء بلديات ومخاتير ومواطنين.

واستهل  كلمته بتوجيه التعزية بالفقيد فقال: "العدو يريدنا أن نتعاطى بردات الفعل حتى نخفق، لكن مصلحتنا ووجودنا وحاضرنا ومستقبلنا متوقف على أن نتصرف بوعي وأن نتصرف بتقدير صحيح للأمور وبعقل بارد وبعقل منفتح. و لهذا أنتم ترون إحدى أخطر المعارك التي تُخلق ضدنا هي عملية الاستفزاز بواسطة أدوات الإعلام والشائعات والتشويه من أجل استفزازنا وجرّنا إلى ما ليس في مصلحتنا، هم يرسمون الخطط ويحفرون الحفر ثم يستفزوننا لنقع فيها، لهذا يجب أن نملك من الوعي ما نُقدّر به مصلحتنا ونتعامل مع هذه القضايا بأعصاب باردة وبوعي وبتفكير وبتدبير صحيحين".

واردف : " نحن اليوم نمر في مرحلة من أخطر المراحل التاريخية التي مررنا بها، بعد كل هذه التضحيات التي ضحينا بها، وبعد كل هذه الإنجازات التي أنجزناها، وقد كان يقال لنا واليوم يعاد لنا نفس المقولات السابقة، في المقابل من يواجهنا هي الولايات المتحدة الأميركية والغرب وليس إسرائيل فقط، وما يملكون من أدوات الحرب المادية والقوة العسكرية والتقنية ما لا يمكن مقايسته مع ما نملكه نحن، وقد كنا في وقت من الأوقات إذا أردنا أن نقايس نحن تحت الصفر وهم فوق المئة، ولكن نتيجة صبرنا وإيماننا بالله سبحانه وتعالى الذي وعد الصابرين بالنصر، وبالحكمة التي تصرفنا بها وبعدم الإنجرار إلى الأفخاخ الداخلية لإيقاعنا في حروب داخلية ،وصلنا إلى تحرير لبنان في عام 2000 الذي أبهر العالم وحررنا لبنان من العدو الإسرائيلي ،وقد كان الواقع اللبناني الداخلي أصعب مما هو عليه الآن، بعد الاجتياح الإسرائيلي عام  1982 للجنوب والحرب الأهلية، ونحن لم ندخل في هذه الحرب الأهلية ولم ننجر اليها.  الإمام السيد موسى الصدر الذي وقف ضد الحرب الأهلية وقال للبنانيين بدل أن تتقاتلوا في الداخل الذي يشكل خطرا على لبنان ويجب مواجهته ليس هي الطوائف، وإنما هو العدو الإسرائيلي الذي يقبع على حدودنا وينتهز الفرص للانقضاض على لبنان، والدخول في الحرب الأهلية الداخلية يُمهّد لهذا العدو الأرضية للدخول إلى لبنان ولتحقيق أهدافه في تقسيم لبنان أو في ابتلاع لبنان وفي القضاء على القوى والقدرات اللبنانية التي يمكن أن تواجهه، لهذا ذهب إلى المقاومة ودعا اللبنانيين الى مواجهة العدو الإسرائيلي".

واضاف: "اليوم نحن نقول للبنانيين جميعاً إن ما ينشره البعض من أن الخطر يتهدّد الشيعة في لبنان وأن هذا السلاح هو سلاح شيعي وهو يبرّر للعدو الإسرائيلي أن يشنّ حرباً جديدة على لبنان، نقول لهم أن هذا غير صحيح، جرّبتم العدو الإسرائيلي الذي هو عدو لبنان كل لبنان، والخطر الذي يتهدد الشيعة في لبنان، إنما يتهدد لبنان جميعاً ويتهدد الطوائف جميعاً، لذلك السلاح الذي امتلكه الشيعة لم يمتلكوه من أجل الدفاع عن الشيعة وإنما الدفاع عن لبنان عن كل لبنان، فتصوير الموضوع على أن هذا السلاح هو المبرّر لعدوان الإسرائيلي في عملية تشويه الحقائق وإعطاء المبرر ومساندة العدو الإسرائيلي في التخلص من المقاومة ومن سلاح المقاومة، من هنا نقول لهم: إن تمسكنا بالسلاح ليس من أجل الشيعة في لبنان وليس دفاعاً عن الشيعة في لبنان، الشيعة بإمكانهم أن يكونوا كغالبية الطوائف في لبنان التي تمد أيديها للإرتباط بالخارج من أجل ما تتصوره دفاعاً عن وجودها الطائفي، هذا التصور الخاطئ، أسلحة بأيدي الميليشيات التي شاركت في الحرب الأهلية الداخلية، هذه شاركت في حروب صغيرة وفي حروب حقيرة بين اللبنانيين وبين الطوائف اللبنانية، بين المسلمين والمسيحيين، التي لم نشارك كما ذكرت فيها وكان الموقف التاريخي للإمام السيد موسى الصدر بالوقوف ضد الحرب الأهلية والاعتصام في مسجد الصفا في رأس النبع في بيروت.  نحن الذي يهمنا هو السلام الداخلي والوحدة الداخلية وأن نكون جميعا على بيّنة من أمرنا بأن المشروع الإسرائيلي هو مشروع ضد لبنان كل لبنان وضد كل الطوائف اللبنانية، والضرر الذي يمكن أن يحصل على طائفة من الطوائف في لبنان سيهدد كل الطوائف الأخرى في لبنان، وجود لبنان هو على المحكّ، لذلك تمسكنا بالسلاح ليس خوفاً على أنفسنا وإن  كنا نحن من أيدينا بالنار".

واشار الى ان "الإسرائيلي كان يجنّب بقية الأطراف اللبنانية الحرب حينما يعتدي على لبنان ليس حباً بهم، وإنما من أجل إيجاد الشرخ الداخلي والاتهامات بين الطوائف ولكي يستدعي بعض الطوائف للاستظلال بظلاله وبقوته، وهذه خدعة للبنانيين جميعاً".

من هنا السلاح الذي بأيدينا هو السلاح للدفاع عن لبنان ،عن مصير لبنان ،عن كل الطوائف في لبنان، لأننا نحن أساساً في اعتقادنا وهو ما عبّر عنه الإمام السيد موسى الصدر والإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين والإمام الشيخ عبد الأمير قبلان وكل قادتنا ، كان هذا رأيهم أنه نحن الشيعة في العالم العربي ليس لدينا مشروع سياسي مستقل، نحن مشروعنا هو مشروع المواطنة وهو مشروع أن يكون هناك دولة وأن تكون هناك دولة قوية تستطيع أن تدافع عن سيادتها، نحن حينما تم الاتفاق على تطبيق القرار 1701 مشينا بهذا الاتفاق أو بهذا المشروع، الدولة ماذا قالت؟ المسؤولون ماذا قالوا؟ قالوا نحن بواسطة الدبلوماسية نستطيع أن نحرر الأرض وأن نحقق الأمن والاستقرار اللبناني وأن ندفع الحرب، ثمانية أشهر ونحن نسأل الحكومة و اليوم بعد ثمانية أشهر أين هي الدبلوماسية؟

الذي نراه أن هذه الدبلوماسية هي موجهة ضد الشعب اللبناني، دبلوماسية لتبرير ولتمهيد الأرض للعدو الإسرائيلي، و حينما تضع بند حصر السلاح ونزع السلاح وسحب السلاح بالتعابير المختلفة هي تمهد الأرض لخلع القوة من يد اللبنانيين وإفساح المجال أمام العدو الإسرائيلي لاجتياح لبنان مرة جديدة، لذلك لن نرضى ولن نقبل، الدولة بمعنى الحكومة بمعنى السلطة السياسية الحالية هي السلطة بما تتخذه من مواقف وخصوصاً بهذا الموقف الأخير هو موقف متواطئ مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب من أجل حفظ أمن إسرائيل ولإيجاد الطريق ولتمهيد الطريق أمام هذا العدو ليفعل في لبنان كما يشاء، كما يفعل الآن في جنوب سوريا وكما يفعل في غزة، أي اتفاق طبقه هؤلاء؟ أي قرار للأمم المتحدة احترموه؟ أي حقوق للإنسان؟ لن نرضى بهذا، ولذلك قلنا نحن ما زال لدينا الأمل في عقلانية السلطة وأن تتخلى عن هذا الموقف وألا تجر لبنان إلى صدام داخلي  وإلى حرب أهلية داخلية.  سنتفادى الحرب الاهلية الداخلية، وانا اقول لاخواننا الا يقوموا بردود فعل تجرنا الى ما لا يحمد عقباه والى ما يرسمه لنا العدو بتوترات داخلية".

وقال: نحن نُعبّر عن موقفنا بكل صراحة وبكل وضوح لكن لا نريد ان نعطي الاعداء مبرراً وخصوصا لمن يتواطئ مع العدو الاسرائيلي ومع الولايات المتحدة الاميركية ومع بعض الدول العربية من اجل جرنا الى مشكلة داخلية، كما حصل في الماضي ووجهت المقاومة بافخاخ طائفية  كما حصل في  شويا وكما حصل في الطيونة وغيرها.

لهذا يجب ان نملك ارادتنا ورد فعلنا، وان نعلم اننا باذن الله سبحانه وتعالى سنعبر هذه المرحلة كما عبرناها في الماضي، كان عام 1982 اجتياح اسرائيلي للبنان واحتلال عاصمته بيروت ،ولكن النتيجة كانت في عام 2000 وتحرير لبنان، الآن نحن في وضع صعب لكن يجب أن نتحلى بالعقلانية وبالانفتاح وبعدم ردات الفعل التي يمكن أن يجرنا إليها العدو وأن نخطئ في الموقف".

وختم: "أسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدي هؤلاء المسؤولين ليأخذوا القرار الصحيح وليكونوا مع مصلحة بلدهم وأن يكونوا مع مصلحة شعبهم وأن يكونوا مع مصلحة لبنان، لا أن يجروا وأن يفتحوا الباب للخارج لكي يخرب الداخل اللبناني".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: