تشهد الساحة اللبنانية تطوُّرات مهمّة تتعلّق بالملفّ الرئاسي، وذلك في ظلّ تصاعُد نشاط الخماسية الدولية. تُشير التحليلات إلى أنّ هذه الحركة تأتي كاستجابة لتعقيدات متزايِدة على الساحة الداخلية والإقليمية، خصوصًا في ظلّ الوضع الراهن في جنوب لبنان ومساعي محور الممانعة لاستغلال الأحداث لمصلحة مرشّحه.
تبدو الخماسية الدولية حريصة على توجيه مسار الأحداث بعيدًا عن احتمالات التصعيد العسكري، مع التركيز على تنفيذ القرار 1701.
المراقبون يلاحظون أن حزب الله، في ضوء المعطيات الحاليّة، أصبح شبه متأكِّد من تضاؤل فرص توسُّع الحرب، وهو ما يتجلّى في تصعيده الكلامي الأخير. وصلت هذه المعطيات للحزب عبر الموفدين الدوليين ودفعت بالرئيس نبيه برّي إلى إعادة فتح ملفّ الرئاسة في محاولة لتمريرها تحت غطاء سيطرة وهميّة للحزب في الجنوب.
يأتي تحرُّك الخماسية اليوم لإعادة توجيه الأهداف نحو انتخاب رئيس للجمهورية، ولقطع الطريق على الثنائي في فرض مرشّحهم.
ينظر المراقبون إلى موقف الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، على أنّه مؤشِّر مهمّ لتوجُّهات الخماسية. فقد أكّد مقرَّبون منه أنه ليس مستعدّاً لدعم ترشيح فرنجية، ما يعكس توجُّه المبادرة الخماسية بعيدًا عن رغبات محور الممانعة.
بناء على ما تقدّم، تظلّ التحرّكات الأخيرة للخماسية الدولية في لبنان موضع تحليل واهتمام، إذ يبدو أنها ستلعب دورًا محوريًا في تشكيل المشهد السياسي اللبناني المستقبلي.