لا زالت تداعيات الانتخابات النيابية تتوالى فصولها في ظل تعصيب لنواب وقادة حزب الله بعد سقوط حلفاءهم المدوي، وفي ظل إطلاق اتهامات خشبية ورفع يافطات وشعارات بالية طواها الزمن وخصوصاً الحديث عن السفارات والتخوين من خلال الموضة القديمة الجديدة حول الامبريالية والصهيونية وسواهم من الكلام المستهلك وحيث لا يجدي نفعاً ولا يُسمن ولا يُغني.
في السياق، وفي قراءة لمسار الانتخابات على المستويين الداخلي والعربي، يمكن القول وفق المتابعين والمواكبين لمسار ما يجري أن حلفاء وأصدقاء المملكة العربية السعودية باتوا كتلة نيابية وازنة مع التأكيد والجزم، أنّ السفير السعودي الدكتور وليد البخاري الذي صال وجال على المرجعيات والقوى السياسية والروحية وبعض النواب، لم ولن يتدخل بأي تفصيل انتخابي ولكن كان هناك موقف سعودي واضح يقضي بضرورة اجراء الانتخابات في موعدها وبنزاهة، المسألة التي توافق عليها مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان من خلال الدعوة لكسر قرار المقاطعة والمشاركة، وهذا الدور كان له أثره في عدم مقاطعة الطائفة السنية للاستحقاق الانتخابي، وبالتالي يمكن القول أن الدور السعودي عاد بقوة وبات له حضوره على الساحة اللبنانية ما سيظهر جلياً في الاستحقاقات المقبلة.