أكد رئيس الجمهورية اللبنانية، جوزاف عون، خلال مشاركته في أعمال مؤتمر الاقتصاد الاغترابي الرابع، أن وجوده بين اللبنانيين المنتشرين حول العالم هو "تعبير عن امتنان وأمل" تجاه كل من حضر من مختلف دول الاغتراب ليؤكد وقوفه إلى جانب لبنان.
وقال الرئيس عون في كلمته الافتتاحية: "رغم الانهيار الكبير الذي شهده لبنان في السنوات الماضية، بقي الاغتراب هو النبض الوحيد الثابت، وكان دائمًا أول من لبّى النداء وقت الحاجة، بل وأسرع وأفعل من الدولة في كثير من الأحيان".
وأشار إلى أن تحويلات المغتربين بلغت في بداية الأزمة 6.5 مليار دولار سنويًا، وشكّلت 33% من الناتج المحلي في ذروة الانهيار، مضيفًا أن "هذه الأرقام تتحدث عن نفسها، وتؤكد أن الاغتراب لم يكن يومًا بعيدًا عن الوطن، بل كان دائمًا السند والأمل".
أضاف الرئيس عون:
"اليوم، منطقتنا تشهد تحولات كبيرة في مجالات مثل الطاقة، الاقتصاد الأخضر، الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة. ونحن، كلبنانيين، نمتلك رأس مال بشري مبدع ومؤهل. لدينا شباب وصبايا، إذا أُعطوا الفرصة، يمكن أن يكونوا جزءًا أساسيًا من هذا التحوّل."
وشدد على أهمية اعتماد دبلوماسية اقتصادية جدية تفتح أمام اللبنانيين آفاق العمل والاستثمار، ليس فقط في الخارج، بل أيضًا داخل لبنان، قائلاً:
"علينا أن نخلق الفرص هنا، ونُعيد الأمل لكل شاب وصبية يبحثون عن مستقبل يليق بطموحاتهم، ويجعلهم يبقون في هذا البلد."
وختم الرئيس بالدعوة إلى إقامة شراكة فعلية مع الاغتراب تتخطى الدعم المالي، وتشمل الاستثمار ونقل المعرفة، والمشاركة في التخطيط وصنع القرار، قائلاً:
"نريد من المغترب أن يكون شريكًا حقيقيًا، يحمل فكرًا جديدًا، وعلاقات واسعة، ويساهم في خلق فرص العمل ودعم المشاريع في كل مناطق لبنان."