الرئيس عون لـ"لاريجاني": لا زيارة إلى بعبدا

aoun

كتب رامي نعيم في صحيفة "نداء الوطن":

عن صخرة الروشة قفزت الفتنة في 25 أيلول المنصرم، بعدما تدارك المعنيّون خطورة الموقف. هي لحظة يُتخذ فيها القرار فإمّا يكون المُقرّر حكيمًا أو لا يكون، وعليه يحصد اللبنانيّون النتائج. ولأن لا ارتجال في الأمن، رفض قائد الجيش العماد رودولف هيكل والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله منع مناصري "حزب اللّه" من إضاءة صخرة الروشة بصورة الأمينين العامين السابقين لـ"حزب اللّه" السيدين حسن نصراللّه وهاشم صفيّ الدين وتحمّلا تبعات قرارهما إعلاميًا غير آبهَين.

وفي المعلومات، فإن المسؤولين الأمنيّين نسّقا مع فخامة الرئيس جوزاف عون، وهو رحّب بقرارهما عدم استعمال القوّة، معتبرًا أن المخالفة التي يقوم بها جمهور "الحزب" مهما عظمت، لا ترقى إلى إطلاق النار على المحتشدين، ولا تستوجب سفك دماء. فمن يخالف القوانين يُحاكم، وهذا ما يحدث اليوم في متابعة الحكومة والوزراء لمخالفة إضاءة صخرة الروشة. مصادر بعبدا أوضحت، أن الرئيس عون رفض ويرفض أيّ مسّ بالجيش اللبناني وبقيادته، وهو قلّد أمس قائد الجيش وسامًا تكريمًا لدوره الحسّاس في هذه الظروف الخطيرة التي يمرّ بها لبنان وقدرة الجيش على حفظ الأمن ومنع التجاوزات. المصادر ردّت على ما قاله عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" حسن فضل اللّه عن أن اتفاقًا حصل بين الرئيس جوزاف عون و "الثنائي" الشيعي قبيل انتخابه رئيسًا في مجلس النواب، فأوضحت أن كلام فضل اللّه غير صحيح  وهو لذرّ الرماد في العيون، وأن عون لم يتفق مع "الثنائي" على أيّ شيء، والدليل ما قاله بعد نصف ساعة في خطاب القسم وتحديدًا حصرية السلاح بيد الجيش، وهو لم يعدّل حرفًا واحدًا على خطاب القسم الذي حمله معه بعدما تعب على كتابته وقصد كلّ كلمة فيه، ولن يُنهي عهده قبل تحقيق كلّ كلمة قالها.

أما سبب عدم إصدار بيان من الرئاسة يكذب فضل اللّه، فأشارت مصادر بعبدا إلى أن الرئيس لا يردّ على مواقف من هنا وهناك، وأن فضل اللّه لم يكن أصلًا في الاجتماع الذي عقد بين ممثلي "الثنائي" الشيعي والرئيس عون. وبالتالي، فإن الرئاسة غير معنيّة بما يقول  فضل اللّه لا من قريب ولا من بعيد.

ولأن المصطادين في الماء العكر كثر، والمتضررين من العلاقة بين الرئيس جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام أكثر، فإن الرئيس عون وبحسب مصادر بعبدا، حريص على التواصل مع السراي، وهو يستقبل اليوم في بعبدا سلام بعدما تواصلا في اليومين الماضيين وتباحثا في تداعيات الروشة وملف الانتخابات.

وبحسب المصادر، فإن توترًا بين بعبدا والسراي يطرأ بين الحين والآخر، والسبب يعود إلى فريق "كلنا إرادة" المقرّب من سلام والذي لم ينس بعد تعيين الحاكم كريم سعيد في مصرف لبنان، وهو يحاول صبّ الزيت على النار في كلّ مرة يحدث تباين في وجهات النظر بين عون وسلام. في موازاة ذلك،  تعتبر مصادر بعبدا أن المزايدين على مواقف الرئيس يكيلون بمكيالَين، وأن هذا التصرّف ليس بريئًا.

ففي حين أن الرئيس جوزاف عون رفض استقبال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي لاريجاني، على الرغم من الاتصالات الكثيرة التي تلقاها طلبًا لاستقباله، فإن نواف سلام استقبله، فأين المزايدون؟ وبحسب مصادر بعبدا، فإن رفض الرئيس عون استقبال لاريجاني يعود إلى تصاريح رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف والتي سبقت زيارة لاريجاني وفيها تدخل سافر بالشؤون الداخلية اللبنانية.

وهنا قالت المصادر: "أي موقف سياديّ أكثر: رفض إضاءة صخرة الروشة، أو رفض استقبال لاريجاني؟". وفي سياق التوتر بين السراي وبعبدا، اعتبرت المصادر نفسها أن بعض المحيطين بسلام يحاولون إقناعه بأن لا رضى دوليًا على الرئيس جوزاف عون، وأن لا مساعدات للجيش اللبناني الذي لم يستطع منع إضاءة صخرة الروشة، في حين بحسب المصادر أن كلّ المعطيات مغلوطة، وأن مشاركة الرئيس في الجمعية العامة للأمم المتحدة تكلّلت بالنجاح واللقاءات كذلك.

كما أن ما قيل للرئيس عون على هامش اللقاءات يؤكّد دعم الجيش اللبناني بطريقة غير مسبوقة، ورأت المصادر أن على سلام غربلة من يدير لهم أذنيه ليستطيع العمل مع الرئيس على تحقيق إنجازات، لا الغرق في منافسة غير موجودة أصلًا إلّا بمخيلة بعض المغرضين.

هذا في العلاقة بين بعبدا والسراي، أما في الاستحقاقات المقبلة فإن مصادر بعبدا تؤكد أن الانتخابات ستجري في مواعيدها، وأن لا تأجيل في عهد الرئيس عون لأي استحقاق دستوري. واعتبرت المصادر أن الاتفاق بين عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري قد تمّ على تذليل العقبات لإجراء الانتخابات في موعدها. وأكدت المصادر أن لا إمكانية لانتخاب المنتشرين وفق القانون الحاليّ، وأن التعديل سيكون سيّد الموقف وقد ينتخب المنتشرون في لبنان بعد تعذّر تأمين انتخابهم في الخارج. وجزمت المصادر بأن الرئيس عون لن يستقيل ولن يتنحّى ولن يرشح أحدًا للانتخابات النيابية المقبلة، لكنه لن يرفض طلب أي نائب بأن يكون من حصة الرئيس بعد الانتخابات النيابية المقبلة.

هذا باختصار ما نقلته مصادر بعبدا بعد زيارة ناجحة إلى عاصمة القرار وبعد البلبلة التي وقعت إثر إضاءة صخرة الروشة. وهذا باختصار موقف الرئيس الذي على ما يبدو لا يزال سياديًا ولا يزال مصرًّا على تحقيق خطاب القسم مهما علت الأصوات المُضلّلة ومهما حاول بعض المتضرّرين تشويه الصورة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: