اعتبر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ان السياحة الطبية هي من اهم الميادين التي من شأنها المساهمة في الإنعاش الاقتصادي للبنان، معتبراً أن قطاعنا الطبي والإستشفائي متقدم ومتين، “والأكيد ان القطاع الصحي هو من ضمن الإصلاحات المطلوبة”.
وقال الرئيس عون: “إذا كنا مصممين على وضع لبنان على خارطة الدول الحديثة والمتجددة من ناحيتي السياسة والعدالة، فيجب علينا إيلاء القطاع الصحي والإستشفائي نفس مستوى العناية والتجديد”.
كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله بعد ظهر اليوم الاربعاء، في قصر بعبدا، وفداً من جمعية نقابات المهن الصحية في لبنان، برئاسة رئيس الجمعية البروفسور يوسف البخاش.
في مستهل اللقاء، تحدث البروفسور البخاش باسم الوفد فقال: “اتينا اليوم اليكم، لتهنئتكم ونهنىء انفسنا وكل عامل في القطاع الصحي بإنتخابكم رئيسا للجمهورية. نحن نمثل أحدى عشر نقابة وجمعية من مختلف القطاعات الصحية، ونؤكد لكم من دون إستثناء اننا على إستعداد لتسخير كل قدراتنا لخدمة الوطن”.
أضاف: ” منذ الإنهيار المالي الكبير، وإنفجار مرفأ بيروت فجائحة كورونا وصولا الى العدوان الإسرائيلي الأخير، عملنا جميعا منفردين او كنقابات، في حالة طوارئ للحفاظ على مجتمعنا الصحي كما على البنية التحتية للقطاع الإستشفائي والطبي، مقدمين كافة الخدمات”.
وقال: “كل نقابة من بيننا تعمل بطريقة عامودية ضمن نظامها الداخلي الخاص، لكننا معا، نعمل بطريقة افقية على مستوى القطاع الصحي ككل وعلى مساحة الوطن. ونحن نعمل على مشاريع ثلاثة: أولها إطلاق تنظيم السياحة الطبية في لبنان الذي كان رائدا فيه، وثانيا هو مشروع اكاديمي وعلمي يتضمن ابحاثا تتمحور حول كيفية النهوض بالقطاع الصحي على مدى ربع قرن، وسنعمل على وضع الوثيقة التي ستصدر عنه بتصرفكم وبتصرف رئاسة الوزراء والوزارات المعنية، والمشروع الثالث والأخير هو تنظيم مؤتمر طبي مشترك للدول الفرانكوفونية في لبنان لنظهر للعالم صورة لبنان الطبية والعلمية الحقيقية”.
وختم بالقول: “نكرر لفختامكم اننا مستعدون لتسخير كافة طاقاتنا لتكون ضمن المشروع الإصلاحي الذي اطلقتموه في خطاب القسم”.
ورد الرئيس عون، مرحبا بالوفد، وشاكرا لأعضائه تهنئتهم له، مشددا على أهمية التضامن بين مختلف النقابات والجمعيات التي تعنى بالقطاع الطبي. واعتبر ان السياحة الطبية هي من اهم الميادين التي من شأنها المساهمة في الإنعاش الاقتصادي للبنان، لا سيما وان القطاع الطبي والإستشفائي يتميز بعراقة ومكانة عالية من الجودة يشهد لها العالم. وقد حافظ على مكانته على الرغم من الظروف الصعبة، التي اجتازها لبنان.
وقال رئيس الجمهورية: “انا اعرف كم تعني الطبابة للإنسان، هي العنصر الإساسي والحيوي له. ولقد عشت هذا الأمر عن كثب في الجيش. وأقول ان حرصي على تأمين الطبابة كان له دور هام في الحفاظ على متانة الجيش وصلابته. فالإنسان يمكنه ان يتساهل في شؤون المأكل والملبس، لكنه لا يمكنه التهاون ولا التغاضي عن الطبابة لنفسه ولأقرب اقربائه”، مشيرا الى “اننا نعمل للحفاظ على قطاعكم لكي تحافظوا بدوركم علينا”.
وتابع: “قطاعنا الطبي والإستشفائي متقدم ومتين، قد ينقصه بعض التنظيم والشفافية مع المريض. والأكيد ان القطاع الصحي هو من ضمن الإصلاحات المطلوبة، ونحن الى جانبكم.” وقال: “الصعوبات التي مررنا بها كلها كانت بالغة القسوة على الجميع، لكنكم صمدتم وبقي قطاعكم واقفا على رجليه، وهذا دليل انكم قادرون على النهوض من جديد وبالصلابة عينها. وإذا كنا مصممين على وضع لبنان على خارطة الدول الحديثة والمتجددة من نواحي السياسة والعدالة، فيجب علينا أيضا إيلاء القطاع الصحي والإستشفائي نفس مستوى العناية والتجديد، والمهم ان نضع نصب أعيننا المصلحة العامة. ونحن لا تنقصنا الطاقات البشرية والعلمية التي تضاهي اعلى النسب العالمية. وابناؤنا في الخارج يحلقون في اعلى المراتب العالمية، فلا ينقصهم أي شيء لكي يبدعوا في قطاعكم داخل لبنان”.
وبعد ذلك دار حوار بين الحاضرين ورئيس الجمهورية تناول اوجها عدة لناحية ترسيخ لبنان كطبيب للشرق، وتأسيس مشروع حول التسعيرة الطبية وتوطيد المعايير الأخلاقية لإعادة إطلاق نهضة الاقتصاد اللبناني، إضافة الى ضرورة دعم الجهات الضامنة الرسمية لمواصلة القيام بمهامها، ووجوب إيجاد المزيد من الشفافية والثقة لترسيخ السياحة الطبية، وإقرار مشروع قانون محاربة الأرباح غير المشروعة الذي تقدمت به نقابة المستلزمات الطبية، ومكافحة الأطباء غير الشرعيين وغير المسجلين في النقابات المختصة، وتأمين حماية اكبر لنقابة المختبرات الطبية من الدخلاء على المهنة وبعض المنظمات غير الحكومية الذين يسيئون الى المهنة ويساهمون في إعطاء المواطنين نتائج غير موثوقة، وأخيرا وضع المراسيم التنظيمية لبعض القوانين الخاصة بالمهنة التي تم إقرارها ولم تنفذ حتى الآن بسبب غياب المراسيم التنظيمية.
وقد ضم وفد نقابات المهن الصحية، نقباء: أطباء لبنان في طرابلس، والصيادلة، وأطباء الاسنان في بيروت، وأطباء الاسنان في طرابلس، والمعالجين الفيزيائيين، والممرضات والممرضين، وأصحاب المختبرات الطبية، وأصحاب مختبرات الاسنان، والمهن البصرية، والنفسانيين، واخصائيي التغذية، والقابلات القانونيات، وأصحاب المستشفيات، ومستوردي التجهيزات الطبية.