رأى البطريرك الماروني الكاردينال ماربشارة بطرس الراعي أنّ البابا لاوون الرابع عشر يزور لبنان في أواخر تشرين الثاني في "زمن السلام"، على وقع مساعي التهدئة في المنطقة، وسيحمل الى اللبنانيين رسالة "رجاء".
وقال الراعي في مقابلة مع وكالة "فرانس برس"، اليوم في بكركي، إنّ البابا لاوون الرابع عشر "سيحمل في زيارته الى لبنان السلام والرجاء".
أضاف: "أخذ البابا على عاتقه السلام وبرنامجه السلام. يأتي في ظرف توقفت فيه الحرب في غزة... ونعيش في لبنان وقفا لإطلاق النار، رغم أن ثمة خروقات تحصل، أي أنه يأتينا في زمن السلام"، مشدّداً على أنّ "العناية الالهية مهّدت له هذا الطريق ليصل في أفضل وقت وفي أجمل وقت".
وأعلن الفاتيكان الأسبوع الماضي أنّ الحبر الأعظم، وفي أول جولة خارجية له منذ انتخابه، سيزور مدينة إزنيق في شمال غرب تركيا بين 27 تشرين الثاني و30 منه، ثم يتوجّه إلى لبنان حتى الثاني من كانون الأول.
وقال الراعي: "أعتقد أنه سيركّز في هذه الزيارة على السلام، وسيطلب من لبنان أن يواصل طريقه نحو السلام"، مؤكداً أنّه "يكفي لبنان حرباً منذ العام 1975 حتى اليوم، يكفيه حرباً وقتلاً ودماراً وحرب إسرائيل الأخيرة مع حزب الله".
"دعم الشعب اللبناني"
من جهته، قال البابا لاوون الرابع عشر لصحافيين الأسبوع الماضي في كاستيل غاندولفو، مقره الصيفي قرب روما: "في لبنان ستتاح لي فرصة إعلان رسالة جديدة من أجل السلام (...) في بلد عانى إلى حدّ بعيد. (...) بعد كل ما عاناه، سنحاول أن نحمل رسالة السلام والأمل هذه".
وفي السياق، اعتبر الراعي أنّ "زيارة البابا ستذكّر جميع اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، بمسؤوليتهم في الحفاظ على لبنان كقيمة بحدّ ذاته".
وتابع: "قيمة لبنان في أن تحافظ كل فئة من فئاته على دورها وهويتها، العيش المشترك يعني أن للمسيحي هويته وللمسلم هويته. البابا لا يأتي ليقول اتركوا هويتكم بل عيشوا هويتكم"، موضحاً أنّ "هذا هو مفهوم لبنان لدى الفاتيكان، هكذا يفهمونه بتعدديته الثقافية والدينية".
ولاوون الرابع عشر هو ثالث بابا يزور لبنان بعد يوحنا بولس الثاني في العام 1997، وبنديكتوس السادس عشر في العام 2012 اللذَين حظيا باستقبال شعبي.
ويتضمّن جدول زيارة البابا التي تعد لها الدوائر الكنسية والرسمية لقاء مع المسؤولين اللبنانيين يتقدمهم الرئيس جوزف عون الذي كان وجه دعوة الى الحبر الأعظم لزيارة لبنان بعيد انتخابه. كذلك، تتخلل الزيارة فعاليات دينية وروحية وشعبية وزيارتان الى دير القديس شربل وآخر لراهبات الصليب الذي يضم دار رعاية تُعنى بقرابة ألف مسن ومريض.
ويزور البابا لاوون الرابع عشر لبنان، بعد سلسلة أزمات عصفت بالبلد، من أزمة اقتصادية خانقة بدأت خريف 2019، ثم انفجار مرفأ بيروت عام 2020، وصولاً الى الحرب الأخيرة.
وقال الراعي إنّ الزيارة تُشكّل "متنفّساً كبيراً" للمسيحيين في لبنان وكذلك "لمسيحيي سوريا والعراق وإيران والأراضي المقدسة" الذين استنزفتهم الحروب والصراعات وموجات التهجير.