الزغبي لـ LebTalks: عجز الجميع عن اجتراح الحل يؤكد دعوة بكركي لإقرار الحياد

unnamed (1)

كان لافتاً كلام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي حول حكومة أقطاب في ختام لقائه الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا بالأمس، الأمر الذي طرح العديد من التساؤلات حول أسباب هذا الطرح وأهداف الزيارة التي تزامنت مع البيان الناري الذي أصدره المكتب الإعلامي للقصر رداً على ما صدر عن “تيار المستقبل”. الكاتب والباحث السياسي الياس الزغبي أكد أن زيارة البطريرك الاخيرة الى قصر بعبدا كانت بمثابة التسليم باستحالة إيجاد حل داخلي بين الأطراف السياسيين، وتحت عنوان المؤتمر الذي سيُعقد في الفاتيكان برعاية الحبر الأعظم قام بهذه الزيارة، ولكنه اضطر أن يبحث في الوضع السياسي المتأزم مع الرئيس عون وخرج بانطباع ثابت أن العقد متناسلة، متداخلة ومتصاعدة ولا يمكن حلها بمبادرات داخلية وتحديداً المبادرتين المتكاملتين لبكركي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، لذلك حاول البطريرك أن يطرح فكرة قديمة- جديدة تبدو في ظاهرها وكأنها فكرة إنقاذية ولكنها في الواقع تصطدم بفارقين: الأول أن الرئيس فؤاد شهاب شكّل حكومة أقطاب رباعية في بداية عهده وليس في نهايته،و الفارق الثاني هو أن قصر بعبدا خالٍ من فؤاد شهاب في هذه المرحلة، وهناك فارق كبير وهائل في المقامات، وكذلك الساحة السياسية ليست غنية بقامات سياسية من قماشة هاتيك المرحلة أي قبل أكثر من 60 عاماً، لذلك بدا طرح البطريرك غير قابل للتنفيذ ولعله أدرك هذه الإستحالة فبادر الى وصف دعوته أو فكرته بأنها مرتجلة وعابرة وعفوية وليست مجهّزة سلفاً لبحثها مع رئيس الجمهورية.
كل هذا المشهد الذي شكلته زيارة الراعي الى بعبدا يمكن تلخيصه بفكرة واحدة هي عجز الجميع عن اجتراح أي حل، وهذا العجز يؤكد على الدعوة الأساسية لبكركي أي عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لإقرار حياد لبنان عن الصراعات، وسيكون السينودس المصغّر الذي دعا اليه قداسة الحبر الأعظم في مطلع تموز المقبل بمثابة خطوة أولى نحو هذه الرعاية الدولية، وهناك الكثير من المساعي والعمل في لبنان وخارجه وبرعاية فاتيكانية لحثّ وحضّ الأمم المتحدة وعواصم القرار الدولية نحو تبنّي فكرة عقد مؤتمر دولي لإنقاذ لبنان .
ويلفت الزغبي في حديث لـLebTalks “رب ضارة نافعة “، فطرح الراعي لحكومة أقطاب يحمل في طياته فكرة الإرتطام الكبير بالمأزق ويؤدي عملياً الى التخلي عن كل المحاولات البائسة في الداخل، والإنصراف الى كسب عطف المجتمع الدولي عبر الفاتيكان وباريس وواشنطن والرياض لإقرار خريطة طريق إنقاذية للبنان على المستويين السياسي والإقتصادي، وكل ما جرى في الأيام الأخيرة يؤكد استحالة الحل الداخلي ولبنان بات محكوماً باللجوء الى الحاضنة الدولية بحثاً عن خلاصه.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: