أكد رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة أنّ “إسرائيل خاضت حرباً كاملة في العام 2006، مع اجتياح بريّ، لكن كانت هناك شبكة أمان متمثّلة في الدولة اللبنانية وفي حكومة آخذة بمسؤولياتها. كان المجتمع الدولي قد بدأ يتعاطف مع لبنان، على الرغم من أننا بدأنا معتدين، لكنّنا وصلنا إلى مرحلة استُنتج فيها أنّ لبنان لا يجوز أن يُعاقب بتلك الطريقة. حالياً، نحن من ارتكبنا المشكلة أمام المجتمع الدولي، فمن يقف إلى جانبنا؟”
وأضاف: “أمسكت الحكومة في عام 2006 بالأوضاع، وكوّنت رأياً عاماً كاملاً في لبنان في شتّى المستويات، الدينية والسياسية والاجتماعية. اليوم يقتني حزب الله أسلحة متطورة، لكن إسرائيل تملك أسلحة أكثر تطوراً. وتتمتع إسرائيل بالدعم في الممارسة والتصريحات أيضاً، فيما الأوضاع السياسية في لبنان ليست كما كانت في عام 2006، فالحكومة الحالية لا تحظى بالدعم أو القرار الشامل للتصدي لإسرائيل. والوضع الاقتصادي ليس كما كان في السابق”.
ولم يغفل السنيورة الحديث عن انطباعاته عند بدء مرحلة “طوفان الأقصى”، وقال: “في يوم 8 تشرين الأول الماضي، أشدت صباحاً بما قامت به حركة حماس في طوفان الأقصى، لأنّها أعادت في عملها هذا وضع القضية الفلسطينية على بساط البحث في العالم، وأكّدت أيضاً أنّ القضية الفلسطينية غير قابلة للبيع”.
وتابع السنيورة: “إنه إنجاز حقّقته حماس للفلسطينيين الذين استحقّوا بعملهم وصمودهم أن يكون لهم وطن. لكنني قلت أيضاً إنّه ينبغي التنبّه إلى عدم استدراج لبنان إلى الدخول في الحرب، لأنّه يعاني أزمات متراكمة شمولاً في أزمة وطنية وسياسية بغياب القدرة على انتخاب رئيس للجمهورية أو إعادة تكوين المؤسسات الدستورية أو تأليف حكومة، ومشكلة اقتصادية ومالية ومعيشية ضخمة، إضافة إلى أزمة النازحين السوريين التي ثمة اختلاف أساسيّ حولها داخل البلد. وبذلك، ينتفي وجود شبكة أمان يمكن اللبنانيّ اللجوء إليها إن واجه مشكلة”.
وأردف السنيورة: “يستطيع الحزب بأسلحته أن يوقع خسائر كبيرة في الجانب الإسرائيلي، لكن ألا يجدر باللبنانيين أن يتساءلوا ماذا يمكن أن يحلّ بهم إن نشبت حرب شاملة؟ لماذا كلّ هذا التعريض بالبلد؟ ألا يجب إجابة اللبنانيين؟ لو افترضنا أنّ دخول الحرب حال دون التدمير في غزّة، يمكن إذ ذاك البحث في الموضوع… لكن، هل بقي ما لم تفعله إسرائيل في غزة؟”.