السُنّة أمّة لا طائفة ..فهل يُمكن حشرهم في تيار سياسي واحد؟

WhatsApp Image 2023-09-02 at 8.57.56 AM

وَصف مصدر وزاري سابق، عاصَر حكومات ما بعد الطائف، وضع الطائفة السُنّية اليوم بأنها عادت الى صوابها. وقال المصدر لِـــLebTalks، إن ما يتم الترويج له على أنه “تشتّت”داخل الطائفة، ما هو إلا “عودتها الى الوضع الطبيعي وإعطاء المساحة لكل الاصوات فيها، بما يتناسب والحيثية التمثيلية لها، بعدما احتكر المدّ الحريري قرار الطائفة منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى اليوم.
واضاف المصدر، بأنه حتى الرئيس الحريري الاب، في عزّ قوته ونفوذه وحضوره، المحلي والعربي والدولي، لم يحتكر التمثيل السُنّي، ولم يغلق بيوتات سياسية. صحيح أن شعبيته كانت في ازدياد مُضطرد، إنما لم تكن احتكارية، بإرادته الشخصية، وفق ما كان واضحاً في مواقفه، ووفق ما كان يكشفه في مجالسه الضيقة.
إلا أن ما قام به نجله الرئيس سعد الحريري مع فريق المحيطين به، هو عكس نهج والده، إذ حرص على احتكار الطائفة الى حد وصْف نفسه بِــــ”بَيْ السُنّة”، وإصراره على التمثيل الحصري للطائفة، على كل المستويات السياسية منها وغيرها.
وهذا ما أدى، بفعل الوقائع الواضحة، الى ما يشبه تدجين الطائفة ووضعها بتصرف مشروع غريب عن هويتها العربية وعن إرثها الوطني، كمُكوّن مؤسِّس للكيان اللبناني ومُساهم في كل مراحل بنائه.
وبالتالي، وما أن “اعتكف” الرئيس سعد الحريري، أضاف المصدر، حتى عادت الطائفة الى رُشدها وعادت وجوهها الى الظهور بشكل طبيعي، كلٌ وِفق أَحجامه التمثيلية، وليس فقط على مستوى الشخصيات السياسية والاجتماعية، بل حتى على مستوى المشايخ الذين يجاهرون بمواقفهم علانية، ولم يعودوا كلهم لوناً واحداً تحت لواء “بَيْ السُنّة”.
السُنّة هُم “أمّة” وليسوا “طائفة”، ولا يُمكن حشرهم في تيار سياسي واحد أو لون سياسي واحد، وهُم اليوم يستعيدون دورهم، بل أدوارهم، ولو اختلفوا في المقاربات، فهذا دليل صحة وليس دليل وهن، كما ختم المصدر.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: