يظهر التناغم والتماهي بين حزب الله والتيار الوطني الحر في تعرّضهما لاتفاق الطائف جلياً، فنائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم، ووفق معلومات من مواكبين ومتابعين لمسار الأمور، يسعى الى دفع الإعلام المقرّب من حزب الله للتعرّض لاتفاق الطائف، وفي الوقت عينه يصوّر للرأي العام اللبناني والعربي أن حزبه ليس ضد اتفاق الطائف، ولكن اللافت إشارته الى أن تعديل الاتفاق يحتاج الى الثلثين في مجلس النواب وأن الحزب مستعد لأي تعديلات دستورية إذا كان هناك إجماع، لكن وفق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني،علماً بأن الدستور هو الميثاق وتعديله يحتاج الى موافقة جميع شرائح المجتمع التي وقّعت عليه، وبمعنى أوضح أي طائفة تعترض على هذا التعديل لا يمشي ولا يصبح نافذاً أو يُمسّ، لذلك فإن الشيخ نعيم قاسم يحاول التذاكي من خلال الموقف الذي أطلقه، والذي في الوقت عينه يتطابق مع ما أشار اليه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي دعا الى انتخاب رئيسٍ للجمهورية من الشعب على غرار النظام السوري، وبالتالي فهذا الأمر منافٍ لوثيقة الوفاق الوطني التي تنص على أن لبنان نظام برلماني. من هنا فإن التيّار يحاول، عبر رئيسه، القول “نحن مع الطائف” وفي الوقت عينه يدعو الى انتخاب الرئيس من الشعب، ما يعني أن هذا التذاكي من الشيخ نعيم قاسم و النائب جبران باسيل لا ينطلي على أحد بعدما صدمهم منتدى الطائف في قصر اليونيسكو
الذي أكّد المؤكد أي تحصين هذا الاتفاق و عودة الدور السعودي الى لبنان أقوى مما كان عليه، بدليل ما جرى يوم السبت المنصرم في اليونيسكو وصولاً الى حراك السفير السعودي الدكتور وليد البخاري والى مواقف قادة المملكة الداعمة للبنان.
