أما وقد “انطلقَ السهمُ من القوس” وأنّ هناك استحالة منطقية وعلمية لعودته فما علينا الا أن “ننظر” الى مساره و”ننتظر” نقطة وصوله او سقوطه قبل الوصول.
في “سهمَي””طوفان الأقصى” و”السيوف الحديدية” المنطلِقَين من قوسَي حماس والجيش الاسرائيلي نستطيع تلمّس وتكشّف عوامل عدة أثرت على نقطة الإنطلاق وتأثرت بالمسار وكانت أثراً لا بل آثاراً حتى قبل اصابة السهمين أهدافهما او سقوطهما قبل الوصول المنشود الموعود او عجزهما أمام الطريق المسدود.
على ضفاف هذا المشهد الصادم بوقائعه السوريالية الدموية بنتائجها كانت ردود “الفعل” العربية والدولية وحتى الممانعة في بعض الأحيان “مخيّبة لآمال” “المفعول به” الغزّاوي الفلسطيني واغلب الردود كانت مشجعة ل”الفاعل” الاسرائيلي على فعله “المعتل” بحروف العلة غير الانسانية…والفاعل الاسرائيلي نفسه كان “مفعولا به” من فعل معتلّ آخر ب”طوفان الأقصى” من الفاعل “الحماسي الفلسطيني” المتحمّس قبل انقلاب “الفعل” الى “السيوف الحديدية” على الفاعل ويقلبه “مفعولا به وفيه”
واستطاعت بعض الدول الاقليمية والدولية او قلّ خططت أن تحوّل “فِعل” انطلاقة “السهمين” مفعولا لأجلها” ولصالحها وأجل مصالحها،مفاوضاتها وصفقاتها فوق الطاولة وتحتها كإيران والولايات المتحدة الاميركية وروسيا وقد تصبح “مبنية” في محل “الفاعل” او “نائب الفاعل” اذا قضيَ الله أمراً كان مفعولا…
وامام الفعل وردات الفعل يمثّل العالم ببعض دُوَله وهيئاته الاممية وجمعياته وقممه المعقودة دور “الضمير الغائب”، عن “افعال” الكوارث في الحَجر والبَشر في غزة ..وان تكلّم كان كلامه “ممنوعاً من الصرف والتصريف” كما سبق له ان فعل ويفعل في حالات واماكن مماثلة مشابهة لغزة ومحيطها من مجازر وجرائم وتصفيات على يد “فاعل ونائب فاعل” آخر وبحق أكثر من مفعول به “اخ او اخت لغزة”
ومن اخوات غزة نذكر على سبيل المثال لبنان بطوائفه وكيانه وشخصياته وسوريا الشعب والعراق بشعبه ومجتمعاته كافة واوكرانيا وارمينيا والشعب الايراني وغيرها…وغالبا ما كان “المفعول لأجله” هو نفسه الآنف الذكر.
في الختام ومع ضبابية المشهد المحلي الاقليمي والدولي على الرغم من وجهته “السوداوية” التشاؤمية لا بد لنا من وقفة “أهلية بمحليّة” نحكّم بها ضمائرنا “الحاضرة” الواعية لإبعاد الأفعال وردات الأفعال والتي سبق ان تجرعنا من جرّائها وارتكابها “كأس الندم” بعد خراب لبنان ارضا وشعبا ومؤسسات بعبارة “لو كنت أعلم”… وأخيرا وهو الأهم لا بد لنا من وقفة ضمير عربية حاضرة واعية حكيمة بالتقاء “الساكنَين” “المشتبكَين” على قاعدة حل الدولتين حسب المبادرة العربية للسلام التي اطلقتها القمة العربية في بيروت عام 2002 … حتى ولو شذّت عن قاعدة النحو العربية ب”منع التقاء الساكنَين”