أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس في طريق المطار، وألقى خطبة اليوم الجمعة، قال فيها:
“لقد شكلت القضية الفلسطينية التحدي للامة بين الانحدار الى حد الانسحاق، وبين حالة الوعي لهذا الواقع الذي يبعث على التمرد والمواجهة والانبعاث من جديد، فكانت الثورة الحسينية هي المنبع الذي يمدها بالقوة لتلمس الحياة من جديد.”
واردف: “لقد استلهمت الامة من هذه الثورة اليوم المدد الذي استطاعت به ان تنهض وبسرعة، فتسجل في جنوب لبنان اول مواجهة جدية نابعة من الاسلام المحمدي الاصيل الذي انبعث من فكر الامام السيد محمد باقر الصدر المتوقد والنافذ ، والامام السيد الخميني وثورته العظيمة والمباركة، والامام السيد موسى الصدر ونهضته المباركة، والائمة الاعلام ورثة أئمة اهل البيت ومدرسة عاشوراء لتمتد الى فلسطين، ولتشكل مع لبنان والجمهورية الاسلامية الايرانية واليمن العزيز ساحة المنازلة والجهاد مع قوى الطغيان العالمي وصنيعته الصهيونية في فلسطين، وتحقق واقعا جديدا في حياة الامة من التضامن والتأييد بين دولها وابنائها، وفاضحة لكل الاشاعات والفبركات التي سعت الى زرع الشقاق بين مكوناتها الطائفية والمذهبية، ليكون سدا مانعا من التفاعل بينها ولتتضح الصورة الحقيقية لابناء علي والحسين الذين لا يبغون سوى القيام بواجبهم الديني والاخلاقي في نصرة ابناء امتهم، وان اختلفت مذاهبهم وطوائفهم، فهم لم يعتبروا انفسهم الا نفسا واحدة واخوانا لمن هم من ابناء السنة والجماعة،والطوائف الاخرى، فانفسهم انفسنا وأعراضهم اعراضنا ودماؤهم دماؤنا، ولا نبتغي من وراء نصرة اخواننا في غزة الا القيام بالواجب الديني والاخلاقي والإنساني”.
العلامة الخطيب أضاف: “لقد رأيتم بأم اعينكم كيف بهت الله المثبطين عن نصرة فلسطين، لما اثبتت ايران ان عداوتها للصهاينة حقيقية، وان قتالها لهم لم يكن ادعاء كما كان يصوره الأعداء، وان المقاومة في لبنان كانت النصير الوحيد مع الجمهورية الاسلامية لغزة والشعب الفلسطيني العزيز”.
وتابع: “لقد كان انتصار الجمهوية الاسلامية الايرانية على الغرب متمثلا بالولايات المتحدة الامريكية واداتها العدو الصهيوني، انتصارا لنا جميعا وللامتين العربية والاسلامية ولجميع المستضعفين والمظلومين في العالم. وكان من نتائجها هذا التقارب الاسلامي والعربي الذي سيتعمق اكثر فأكثر باذن الله، وعسى ان يكون ذلك قريبا وان يقف الجميع صفا واحدا في مواجهة العدو وسيكون ذلك اهم عوامل القوة في مواجهة العدوان والصلف الغربي الذي يبتز دولنا وشعوبنا وينهب خيراتنا.”
في السياق قال: “وعسى ان يكون في ما جرى من ثبات للجمهورية الاسلامية الايرانية نتائج إيجابية على الساحة اللبنانية بسقوط المراهنات على العدو الإسرائيلي، وان يعلم الخائفون واصحاب الحسابات المادية الخائبة ان القوة لله جميعا، وان النصر بيد الله، وان الاستسلام للوهم والجبن لن تكون نتائجه الا الخزي والعار في الدنيا والاخرة، وانه لا كرامة ولا استقلال، ولا حفظ سيادة الاوطان الإ بالتضحيات، وان الآخرين لن يهبوك سلامة الا ان ياخذوا منك الكرامة والحرية”.
وأكد العلامة الخطيب: “السيادة والكرامة والحرية لا توهب وانما تنتزع، وسيفكر العدو بعد فشله المدوي في عدوانه على الجمهورية الاسلامية الايرانية الف مرة، في بقائه محتلا لجزء عزيز من وطننا ، بل لن يزيده هذا الفشل الا خوفا على المستقبل، فلم يعد يشكل القوة الحاسمة في المنطقة، وقد كشفت هذه الحرب هشاشته وحاجته الى من يدافع عنه، وانه غير قادر على الدفاع عن نفسه. وهذا ما يسلبه الشعور بالأمان، وهذا ما يستدعي الجهوزية من المسؤولين والمقاومة، وان يحذروا من تحركاته وتحركات واقوال داعميه ووسوستهم وضغوطهم وتخويفهم ومن شياطينهم، شياطين الانس والجن الذين ينفخون في ابواق الفتنة والتضليل في حروبهم النفسية التي يجيدونها”.
وختم لافتاً: “العدو اليوم يسجل مزيدا من الاعتداءات في جنوب لبنان، ولا نرى موقفا عمليا في مواجهة هذا العدوان والخروقات. على الجميع الوقوف صفا واحدا في مواجهة العدو، لا ان يقف بعضنا ضد البعض وان يواجه المسؤولون ويرفعوا صوتهم لتحرير الارض التي يحتلها العدو. تحية الى صانعي مجدنا واستقلالنا وسيادتنا الاحرار الابرار من الشهداء الابرار والمجاهدين الاخيار”.