يُطرح أكثر من تساؤل حول مدى أمد الفراغ الرئاسي، ويأتي الجواب من كبار المتابعين والمطلعين على بواطن الأمور ولا سيما من يتواصل منهم مع عواصم القرار وتلك المعنية حصراً بالملف اللبناني، لأنّ هذا الفراغ أمده طويل نظراً إلى جملة اعتبارات إقليمية ودولية، بدءاً من الحرب الروسية – الأوكرانية وتداعياتها على العالم والاقتصاد تحديداً في أوروبا الذي يعاني صعوبات جمة حيث يُعدّ ذلك أولوية بالنسبة إلى الدول الأوروبية، إضافةً إلى أنّ عملية ترسيم الحدود البحرية مع لبنان غيّرت في المعطيات وخلطت الأوراق لأنّها كانت صفقة شاملة أميركية – إيرانية – فرنسية ومن الطبيعي مع حزب الله، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على مسار التعاطي مع الملف اللبناني، باعتبار أنّ هذا الترسيم لا ينحصر في الشق البحري واستخراج النفط وسوى ذلك، إنّما هو ترسيم سياسي وصفقة متكاملة، ما لا يدعو للجدل أو الشك حيال ما حصل في هذه المسألة.من هنا، فإنّ الاستحقاق الرئاسي بحاجة إلى توافق دولي – إقليمي ليبنى على الشيء مقتضاه، وعندها تتم الدعوة لانتخاب الرئيس، بمعنى أن تصل كلمة السر بعد هذا التوافق إلى المجلس النيابي، وقد تأتي في لحظة دولية إقليمية مؤاتية، وإلى حين أن تحن هذه اللحظة فالفراغ آتٍ سياسياً ودستورياً وأمنياً واقتصادياً، وتبقى كل الاحتمالات واردة.
