“القوات” أقامت قداساً لضحايا انفجار المرفأ.. حاصباني: الحرب لن تُغرق أصوات المطالبة بالحقيقة

hasbani

لمناسبة الذكرى السنويّة الرابعة لتفجير مرفأ بيروت وبرعاية رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع، أقامت منطقة بيروت في القوّات اللبنانيّة قداساً إلهياً عن راحة أنفس شهداء وضحايا التفجير في كنيسة سيّدة الأيقونة العجائبية (اللعازرية) – الأشرفية، ترأسه الأب شربل نادر، وحضره الى جانب ذوي الشهداء، السادة النواب: غسان حاصباني، جهاد بقرادوني، بيار بوعاصي، جورج عقيص، الياس اسطفان، أديب عبد المسيح، بيار بسيم مُمَثِلاً النائب ميشال معوض، ممثل النائب اللواء أشرف ريفي الدكتور عبد المجيد عوض، إضافة الى الوزراء والنواب السابقين مي شدياق، انطوان زهرا، عماد واكيم، ريشار قيومجيان، رئيس حزب التغيير ايلي محفوض، الأمين العام للحزب إميل مكرزل، أعضاء من الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية اسعد سعيد، دانيال سبيرو، مايا الزغريني، جوزف جبيلي، عضو المكتب السياسي الكتائبي لينا الجلخ، اعضاء الجبهة السيادية ساميا خدّاج وشكري مكرزل، رئيس نادي الحكمة راغب حدّاد على رأس وفد من النادي، المحامي ميشال فلاّح، واعضاء المجلس المركزي في “القوات” واعضاء المجلس البلدي ومخاتير بيروت ورئيس المجلس العام الماروني ميشال متّى وممثلين عن حزب الهانشاك وتجار منطقتي الاشرفية والرميل وجمعيات وحشد من الأهالي والفعاليات.

بعد الإنجيل المقدّس ألقى الأب نادر عظة جاء فيها: اجتمعنا اليوم لنصلّي لشهداء التفجير الذين استشهدوا بسبب الاهمال، لكن القدّاس رسالته الاساسية لنا نحن الأحياء لأن الشهداء والضحايا باتوا عند الرب، أما نحن فأيضاً ضحايا، نحن نعيش ألم سلخ الأحباء، واننا امام الموت والظلم، نطرح اسئلة عدة تتعب النفس. الأموات اصبحوا مع الاب السماوي، اما نحن فنعيش الاسى، خاصة الجرحى وكل ابناء المنطقة الذين تضرروا من هذا الانفجار، واليوم رغم ايماننا امام الظلم والموت والمرض نسأل ربنا “لو كنت هنا هل كان صار يلي بدو يصير”. اليوم كل واحد منّا يجب ان يعمل كما قال يسوع للتلاميذ: “أنتم ملح الأرض ونور العالم…”

انتم في العالم ولكن لستم من العالم

بمعنى اننا نحن لدينا دور كبير ومهم.

بقيامة يسوع المسيح انكسرت شوكة الموت، أما نحن لا نخاف من موت الجسد انما يسوع يريد ان نخاف من موت الروح، ويقول انا معكم لانقضاء الدهر وموجود بينكم.

اليوم لا يجب ان نعيش الخوف واليأس والإحباط، بل على العكس، علينا ان نعيش حياتنا كأبناء الله، 

وننتظر المجيئ الثاني، ونحقق هويتنا كأبناء الله، ونحارب الظلم والألم،

وكل هذا بانفتاح قلبنا لقلب يسوع المسيح الذي اتى ليعلمنا ان حبه ورحمته هما السلاح لنتمكن ان نغير  في وجه العالم.

فكل مَن يحيا ويُؤمن بيسوع المسيح لن يموت أبداً.

وتلت السيدة رولا رالف ملاحي نية باسم اهالي الشهداء جاء فيها: قبل تفجير المرفأ، كان في ابطال وبطلات عم بيكافحوا الحريق بشجاعة نادرة، وكانوا الناس ببيوتهن واشغالهن وعالطرقات متّكلين انو في مسؤولين واعيين بالحد الادنى، وفجأة صار اللي صار.

الابطال صاروا شهدا والآمِنين صاروا ضحايا، والمسؤولين ما خصهن.

يا رب، الشهداء والضحايا وديعة بين ايديك، انت اللي قادر تحوّل موتن لحياة، حتى يكونوا شفعاء لأهل الارض اللي حبوها.

شهداءنا دمهن ما رح يجف بضميرنا، وارواحهن ما رح ترتاح، ولا اهلهن ومحبينهن رح يرتاحوا، حتى تحقق عدالتك كما في السماء كذلك على الارض.

كما تلا عضو المجلس المركزي حبيب حسني نية باسم القوات اللبنانية جاء فيها: سنة 551 تعرّضت بيروت لأكبر زلزال مُدمّر بتاريخها، محى كل معالمها وتسبب بسقوط 30 ألف ضحية، ورجعت بيروت وقامت من تحت الأنقاض.

في 4 آب 2020، نوايا الشر والإهمال أدت لتفجير مرفأ بيروت وتدمير نصف العاصمة، وخصوصاً الأشرفية والمحيط، ولسقوط عدد كبير من الشهداء والضحايا والمُصابين، واليوم بيروت تحاول النهوض لتعود عاصمة الحياة بوجه ثقافة الموت.

يا رب انت اللي بتعرف وبتشوف كل شي، خلي عينك على بيروت، وعلى حرّاس بيروت اللي ما بينعسوا، واللي بوقت الخطر منعوا سقوط بيروت وحرروها، وبوقت السلم كانوا الإيد اللي بتعمر، وبعدا القوات مكملة مع كل المخلصين لتستعيد بيروت مطرحها وتضل اجراسها تدق واهلها يعيشوا الحرية والتنوع، وتبقى مندورة إلك يا سيّد القيامة.

بدوره تلا الدكتور جان موسى نية باسم ابناء الكنيسة جاء فيها: الكنيسة أمنا ومرجعنا، لأنها الأمينة على وصايا المسيح وكل اللي زرعوا فينا من محبة وتعلّق بالحرية والحق والعدالة.

منصلّي للكنيسة وآباءها، حتى تبقى مع أبناءها حاملة همّن وتواكبن بأوجاعن وأحزانن قبل أفراحن، وتكون طريق الصلاة نحو السما من أجل لبنان وأهلو وعلى نية كل الشهداء والضحايا والمتألمين والمنكوبين.

وتلت ميرا سعد بإسم مصلحة الطلاب في القوات اللبنانية نية للبنان والعدالة جاء فيها: لبنان مبارح واليوم وبكرا باقي وطن الشراكة والحريات، مهما فجّروا وجرّونا لحروب وأخدونا عالكوارث والمآسي.

لبنان كان ورح يبقى وطن العدالة، والعدالة اسمى من القضاء، خصوصا لما بيتعرض القضاء للتهويل والتعطيل، وأسمى من القانون لما بيصير القانون وجهة نظر.

يا رب، انت قاضي القضاة، “وأحكامُك غمرٌ عظيمٌ”، إلك منصلي حتى يعلى الحق، وتنكشف الحقيقة، لانو من دونن مش ممكن نعيد بناء لبنان على زغل، ومن دون محاسبة ما في إصلاح. الحقيقة وحدها بتخلّص وهيي اللي بتاخدنا صوب المغفرة والسلام. إلك يا رب منصلي.

بدوره النائب غسّان حاصباني القى كلمة القوات اللبنانية التي جاء فيها: زملائي الأعزاء، رفاقي، أهلي في بيروت، أهل الشهداء، ايها الحضور الكريم.

نصلي اليوم لراحة أنفس الذين استشهدوا، وصحة الذين أصيبوا وما زالوا احياء ولملموا جراحهم وأكملوا حياتهم، والذين تضررت أرزاقهم وتهدمت شوارع مدينتهم لكنهم لم يستسلموا.

أربع مرات مرّ علينا 4 آب، والعدالة لم تتحقق. أربع سنوات والمجرم الذي تسبب، وتعمد، وأهمل وتواطأ وتهرب، ما زال حراً طليقاً. لكن مهما طال الزمن وكثر الذين يريدوننا أن ننسى، نحن لن ننسى، ومهما حاولوا عرقلة وتأخير العدالة، فالعدالة ستتحقق مهما طال الزمن.

ستتحقق العدالة لأننا لن نتوقف واهالي الضحايا والمتضررين عن متابعتها.

ستتحقق العدالة لأن إيماننا أكبر من غطرسة معرقليها.

ستتحقق العدالة، لأن أرواح شهدائنا وأطفالنا الملائكة في السماء أقوى بكثير من شياطين الجحيم والتدمير والتخضيع المتآمرين من حولنا على الأرض.

منذ اليوم الأول للجريمة، ونحن في حراك دائم للوصول إلى الحقيقة وقطع الشك والعلم باليقين، لتحقيق العدالة.

ففي غضون ايام بعد إطلاق لجنة الإغاثة Ground Zero في 9 آب 2020، لمساندة المتضررين في الأشرفية، مع شبابنا المتطوعين الذين لم يتركوا الأرض من اللحظة الأولي، أطلقنا عريضة شعبية طالبنا فيها أمين عام الأمم المتحدة بتحقيق دولي، مدركين منذ اليوم الأول أن جريمة بهذا الحجم، لن يسمح للقضاء اللبناني ان يحقق بها من دون عرقلة وتقويض.

وتقدمنا باقتراح قانون حماية المناطق المتضررة واعادة إعمارها.

وفي 16 ايلول 2020 سلّمنا عريضة إلى المنسق الخاص للأمم المتحدة موقعة من أهالي الضحايا والشهداء والمصابين والمتضررين، تطالب بتحقيق دولي.

وفي شباط 2021 سلمناه عريضة نيابية تطالب بلجنة تقصي حقائق دولية.

كما تقدّمنا بعدد من الأسئلة للحكومة واقتراحات قوانين مرتبطة بتحرير القضاء من التعقيدات التي استخدمت لعرقلة العدالة.

وفي 3 آذار 2022، تحققت اولى ثمار مساعينا الى جانب أهالي الشهداء، وصدر عن مجلس حقوق الانسان العالمي بيان أممي يطالب السلطات اللبنانية بتحمّل مسؤولياتها والافراج عن التحقيق.

وفي 7 تمّوز 2023 تمّ إطلاق عريضة نيابية حقوقية مشتركة مع أهالي الضحايا و”هيومن رايتس واتش” لتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية وايداعها سجل مجلس حقوق الانسان العالمي، حملت توقيع 35 نائباً وعدد من المنظمات الدولية.

وفي 12 تموز 2023 نجحت مساعينا مع البرلمان الأوروبي فأصدر قراراً متقدّماً وصريحاً يتبنى مطلبنا، ويدعو إلى تشكيل لجنة تقصّي حقائق دولية مستقلة، وإرسالها إلى لبنان للتحقيق في جريمة انفجار مرفأ بيروت ضمن إطار الأمم المتحدة، ويشجع الدول الأعضاء على مساعدة عائلات ضحايا انفجار المرفأ للكشف عن امكانيات تقديم دعاوى قضائية في محاكم أجنبية والكشف عن امكانيات محاكمة سياسيين متهمين بارتكاب الفظائع أمام سلطة القضاء الدولي.

وبعد ذلك، وجّهنا ثلاث عرائض إلى كل من أمين عام الأمم المتحدة والمفوض السامي لحقوق الإنسان والدول الأعضاء الـ47، حملت اكثر من 290 توقيعاً بين نواب ومنظمات حقوقية واغترابية وعائلات الشهداء، حيث طالبت العرائض بتبني مطلبنا تطبيقاً لتوصيات المفوض السامي لحقوق الإنسان بأسرع وقت ممكن، وتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية.

كل هذا ولم ولن نهدأ، وسنستمر بالمتابعة والمثابرة والعمل مع الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة لتحرير العدالة اللبنانية المقيدة، حتى كشف الحقيقة ومعاقبة المسؤولين مهما كلف ذلك من وقت وجهد ومثابرة.

نحن اليوم نعيش حرباً مدمرة إستجرتها إلى لبنان الجهات ذاتها التي برزت في تحقيقات تفجير المرفأ وعرقلة العدالة. ونعيش فراغاً رئاسياً، أحدثه التعطيل من قبل الجهات ذاتها التي برزت عناصر منها في تحقيقات تفجير المرفأ وعملت على إطالة العدالة بهدف عدم تحقيقها. الأسماء عينها والجهات عينها والمصائب تتراكم ومعها يتم السعي إلى تفكيك الدولة وتهجير الشعب، لتخلو الساحة للاستباحة.

لكن نحن لن نسمح بذلك، ولن ندع طبول الحرب، وتعطيل المؤسسات على أهميتها، ان تغرق الأصوات المطالبة بالحقيقة، وأن تجعلنا ننسى ما ارتكبت أيديهم، وسنبقى نواجه على جميع الأصعدة، محلياً ودولياً، والى جانب أهالي الشهداء والضحايا، وكل لبناني مؤمن بسيادة لبنان والحرية والعدالة، لنصل إلى كشف الحقيقة مهما طال الزمن، ولتبقى ذاكرتنا حية ولا تصبح مجرد ذكرى.

يقول النبي داود في المزمور 28 من سفر المزامير: “أعطهم حسب فعلهم وحسب شر اعمالهم، حسب صنع أيديهم أعطهم يا رب، رد عليهم معاملتِهم”.

نحن مؤمنون بعدالة السماء وبأنها ستتحقق، لكن بالرغم من ذلك، لا بدّ ان يعاقب الفاعل على الأرض ولو بعد حين، و”نَفَسنا طويل”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: