"القوّات" أحيت ذكرى شهدائها: بناء الدولة لا يكون بإقصاء أي فريق

 أحيت "القوّات اللبنانيّة" في منطقة جزّين، ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية تحت شعار "نجرؤ ليبقى لبنان"، خلال قدّاس لراحة أنفسهم أقيم في كنيسة مار تقلا – بكاسين، بحضور عضو تكتّل "الجمهوريّة القويّة" النائب سعيد الأسمر ممثّلًا رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، رئيس اتحاد بلديات جزّين الدكتور بسّام رومانوس، رئيس إقليم جزّين الكتائبي كرستيان نصر، منسّق المنطقة جورج نجم، رؤساء المجالس البلديّة والاختياريّة، نائب رئيس نقابة خبراء السير الخبير أنطوان عواد، عضو مجلس نقابة المحامين في بيروت لبيب حرفوش، المهندس يوسف النقيب، رئيس جهاز الشهداء والمصابين والأسرى شربل أبي عقل ممثّلًا بجورج أبو زيد، المنسّق السابق جان كلود نجم، فاعليات من المنطقة، عدد من رؤساء المراكز والمكاتب الحزبيّة، عائلات الشهداء وحشد من المحازبين والمناصرين، وبمشاركة كشّافة الحريّة.

ترأّس القدّاس خادم الرعيّة المونسنيور هنري كرم ممثّلًا رئيس أساقفة صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمّار، الذي ألقى عظة توقّف فيها عند معنى الشهادة في الإيمان المسيحي، مشدّدًا على "أهمية التضحية في سبيل الغير كما ضحّى شهداء المقاومة اللبنانية".

وبعد القدّاس أُلقيت كلمات، استهلّها منسّق المنطقة جورج نجم الذي أكّد أنّ "القوّات اللبنانية ستبقى دائمًا عنوان الدولة والشرعية والجمهورية القوية ورئاسة الجمهورية"، وقال: "نحن لا نتحدث بشعارات فارغة، بل نعبّر عن حقيقة راسخة. فشعار القوّات اللبنانية "وجدنا لنَبقى" ليس مجرّد شعار، بل مشروع متكامل: مشروع أن يبقى لبنان بكل طوائفه، موحّدًا بقانونه ودولته وجمهوريته. هذا ما ناضلنا لأجله منذ اندلاع الحرب."

وأضاف: "حين غابت الدولة وقفنا لندافع عنها، لا حبًّا بالسلاح بل من أجل أن تعود الدولة. دافعنا واستشهدنا وبقينا. ثمّ توالت الأحداث، فسُجن الحكيم واضطُهد شبابنا وتعرّضوا للاغتيالات حتى في زمن السلم. ومع ذلك، بقينا، وخرجنا من السجون حاملين الحرّية والكرامة."

وأكد نجم أنّ "القوّات اللبنانية لم ولن تخضع للترغيب أو الترهيب"، وقال: "حاولوا أن يرهبونا ويفرضوا علينا دولةً على قياسهم، لكننا رفضناها في التسعينيات، ولم نقبل بها في عام 2005. كنا وما زلنا من يرفض الوزارات والمناصب والمكاسب على حساب مشروع الدولة الحقيقية."

الاسمر

وللمناسبة، ألقى النائب الأسمر كلمة رئيس الحزب، جاء فيها: "إنها ليست مجرّد أسماء أو صور حُفرت على الحجارة والمدافن، بل ذكرى أشخاص قدّموا ذواتهم في سبيلنا. شباب وصبايا مثلنا، كانت لهم أحلام بتأسيس عائلات وبناء مستقبل، لكنهم اختاروا الطريق الأصعب، طريق التضحية، فبذلوا دماءهم من أجلنا."

أضاف: "نحن اليوم نصلّي لأجلهم، ولهذا نقول إنه نهار مقدّس، لأن أعظم ما في الوجود هو أن يبذل الإنسان نفسه في سبيل الآخرين. نحن لا نتذكّرهم كفئة حزبية ضيّقة، بل كقضية وطنية جامعة. ومعنا ممثّلو الكتائب والأحزاب الصديقة، وأهلنا في صيدا، لنؤكد أن شهداءنا لم يسقطوا دفاعًا عن زاروب أو عن ضيعة، بل عن وطن بكامله."

وتابع: "لقد استشهدوا على مختلف الجبهات. فؤاد نمّور وجورج نخلة سقطا فوق جبال صنّين، لا دفاعًا عن دين أو منطقة معيّنة، بل دفاعًا عن فكرة اسمها الوطن. ولبنان هو هذه الفكرة. ونحن مستمرون بالدفاع عنها، نفكّر فيها في كل لحظة، ونبذل ذواتنا في سبيلها."

وأكد الأسمر إن "أصوات شهدائنا تقول لنا: لا تخافوا، أكملوا المسيرة. وحضورنا اليوم من بكاسين وجزّين إلى مختلف أنحاء لبنان، وصولًا إلى الانتشار اللبناني من واشنطن إلى أستراليا، هو شهادة حيّة على وحدة الموقف. الصوت القواتي والكتائبي والسيادي الجامع يردّد: لن نخاف. وإذا كانت الشهادة هي الطريق الأصعب، فنحن مستعدّون لها حتى آخر نفس."

وتوقّف عند ذكرى الرئيس الشهيد بشير الجميّل، قائلًا: "لقد استشهد بشير للحفاظ على هذا الوطن. وهو ليس مجرّد ذكرى في ضمائرنا، بل صرخة متجدّدة في داخلنا: إيّاكم أن تتراجعوا، إيّاكم أن تتوقّفوا."

ثم انتقل إلى الشأن السياسي فقال: "للأسف، في مثل هذه المناسبات لا بد أن نتطرّق إلى السياسة، لأن التطورات تتسارع، وأحيانًا يصبح تكرار الباطل خطرًا إذا ظلّ يُردّد من دون ردّ، فيخيّل للبعض أنّه الحقيقة."

ولفت إلى أنّ "ثروة لبنان الحقيقية تكمن في ثقافته، وأهله، وشبابه وشاباته، وفي دولته وجيشه ووطنه. ليست الثروة في حزب أو سلاح، بل في تعاضد اللبنانيين جميعًا من كبيرهم إلى صغيرهم وبكل طوائفهم، كما نحن متعاضدون في جزّين، وصيدا، وجبل الريحان، والشوف، حيث نعيش في أخوّة ومحبّة."

وأضاف: "إن الشعب اللبناني اليوم، بكل مكوّناته، يقف وراء حكومته برئاسة دولة الرئيس نواف سلام لتطبيق القانون على الجميع، ولإعادة الاعتبار لمفهوم الدولة."

وأشار إلى أنّ "رئيس الجمهوريّة يبذل جهدًا كبيرًا لإصلاح علاقات لبنان مع الدول الصديقة التي نحن بأمسّ الحاجة إليها، بعدما كان حزب الله قد أضرّ بها وخرّبها."

وختم الأسمر مؤكدًا: "إن بناء الدولة لا يكون بإقصاء أي فريق، بل بتطبيق القانون على الجميع. ولا يمكن لأحد أن يعلن أنه خارج الدولة فيما نحن نعمل على بنائها. وبعد كل ما جرى، لا يمكن لأحد أن يقول إن سلاح حزب الله باقٍ ولن ينزعه أحد، وأننا في زمن الانتصارات، فمثل هذا الكلام بات مثيرًا للسخرية".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: