الكحالة بين ال1976 وال 2023: تاريخ بطولي وانتصار الضحية على المعتدي

341b361b-1987-47d9-8145-6aaf622513ca

إهتز الإستقرار الهش بقوة وفي منطقة الكحالة ذات الحساسية والتاريخ البطولي في مواجهة الغرباء والمحتلين للسيادة، وفضحت صور السلاح غير الشرعي المتفلت في كل المناطق، النوايا الحقيقية ل"حزب الله" ، الذي يتصرف وكأنه فوق القانون، وهو ما أظهرته تسجيلات كاميرات المراقبة التي صورت تفاصيل ما حصل بعد انقلاب شاحنة ل"حزب الله" تنقل ذخائر وأسلحة، حيث أن مواجهة وتلاسناً قد سجلا بين أهالي الكحالة الذين حاولوا مساعدة أحد الجرحى الذي أصيب بالحادث وحاولوا معرفة ما في داخل الشاحنة المغطاة، فما كان من العناصر المواكبة التابعة للحزب إلا أن اعترضتهم ومنعتهم من الإقتراب فكانت المواجهة وإطلاق النار الذي استفز الأهالي الذين خرجوا للدفاع عن نفسهم مسلحين بالإرادة فقط.

تاريخ بطولي في الكحالة

ومع توالي مشاهد إطلاق النار والمواجهات وعلى أصوات الرصاص وقرع الأجراس يستذكر الجيل الذي عايش الحرب مشاهد ومواجهات سابقة مع مسلحين استباحوا الكحالة وكرروا استفزاز أهلها وقتلهم. والمحطة الأولى كانت في العام الذي سجلت فيه البلدة معركة مصيرية في
1976 حيث انتصرت قوات الجبهة اللبنانية على وحدات عسكرية كبيرة تابعة للفلسطينيين وفصائلهم وجيش لبنان العربي،و أبت الكحالة بكنائسها الأربع: مار الياس ومار أنطونيوس ومار شربل وكنيسة السيدة العذراء، وبرجالها الأشداء، إلا أن تعيد الأمل إلى الأحزاب المسيحية التي كانت تعاني من عدة هزائم لحقت بها كان آخرها سقوط فندق الهوليدي إن، فعند الساعة الرابعة والنصف صباحًا، زج الفلسطينيون وأعوانهم من "جيش لبنان العربي"، بأعداد كبيرة قدرت بأكثر من 3 آلاف مسلح، بقيادة القائد العسكري في منظمة فتح، "أبو صالح"، تساندها 28 مصفحة وملالة، و8 مدافع 106 ملم، وعشرات العربات المعززة بالدوشكا ومدفعية من عيار 75 و90 ملم صيني، وتركز الهجوم الأول على محاور غاليري خيرالله بإتجاه قصور العبادية والقرطباوي والرجوم، وتشكل الكحالة خط الدفاع الأساسي عن المناطق المسيحية، والتي لا تبعد عن القصر الجمهوري سوى كيلومترين. وما إن بزغ الفجر، حتى بدأ قصف غزير مركز ينهمر على البلدة ومحيطها، وأخذت أشباح مئات المسلحين تقترب بثقة من متاريس البلدة، حتى هاجمهم جان جاك ابي خليل والياس بجاني وإيلي الزغبي وجورج بجاني وأنطوان سركيس وجوزف عون وحبيب زحلان (استشهدوا جميعًا) وغيرهم بنيران غزيرة، أدت إلى تضعضع رأس الهجوم الأول، الذي تلاه هجوم ثان مدرع بعد 10 دقائق على محاور الأرز والقرطباوي والرجوم حيث استشهد المقاتل الأب بطرس ابي خليل، فهجوم ثالث ورابع. عند الساعة الثامنة والنصف، إنهزم الغزاة عن ضواحي البلدة الى الوديان الفاصلة بين الكحالة وعاليه، بعد تدمير 4 ملالات لهم وسيارتي جيب 106 ملم وجيب 12.7 ملم وشاحنتي دوشكا، حيث لاحقت فلولهم مجموعة من مغاوير الكتائب بقيادة جرجس الزيتاني، بهجوم معاكس حتى مستديرة عاليه. بالنسبة للخسائر التي تكبدها المهاجمون، فقد أكدها الكاتب ذو الوجه اليساري فواز طرابلسي في أطروحة الدكتوراه التي قدمها في جامعة باريس الثامنة العام 1993، تحت عنوان "النزاعات اللبنانية"، والذي تكلم فيها عن سقوط ما يقارب 1000 قتيل وجريح من القوى والفصائل اليسارية والفلسطينية في هذا الهجوم الفاشل، أما الشريحة الكبرى من القتلى كانت في صفوف "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" و"الجبهة الديمقراطية" و"منظمة فتح" و"الجبهة العربية لتحرير فلسطين". من ناحيتها، مخابرات الجيش اللبناني رجحت ان عدد القتلى كان 450 مسلحاً وما يوازيهم من الجرحى. وفي صفوف قوات "الجبهة اللبنانية" فقد استشهد 11 مقاتلا، 9 منهم من الكتائب، وإثنين من الأحرار. أما المجموعات التي دافعت عن الكحالة، والتي هرعت إليها، فتألفت من 100 مقاتل من القوى النظامية الكتائبية و30 عنصرا من فرقة لـ "ب-ج" و20 مقاتلاً من فرقة "الصخرة" و35 عنصرًا من "النمور الاحرار" و60 جنديًا من الجيش أرسلتهم القيادة على عجل معززين ببضع مصفحات، في حين ساهمت مدافع الهاون التي نصبت في وسط البلدة بإعادة الهجوم على اعقابه وضرب المهاجمين. ويتذكر أهالي البلدة انهم واجهوا الجحافل المهاجمة بسلاح بدائي حيث قاتلوا بأسلحة الصيد حيث لم يبق أي ذكر زاد عمره عن 12 عاماً في منزله يوم المعركة واشترك الجميع في عملية الدفاع.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: