الكلمة الشارع؟

الكلمة الشارع؟

وسط الغضب الشعبي الذي لم يلغه ترحيل الإضراب الذي كان مقرراً اليوم من قبل السائقين العموميين والإتحاد العمالي، والإستياء الشديد في أوساط الرأي العام جراء اعتماد مبدأ "الصيف والشتاء على سطح واحد" في كل المجالات وليس فقط في نطاق معين، تعود تدريجياً الحسابات السياسية لتراهن على الشارع مجدداً حيث بات كل فريق يجهد لتصفية حساباته القديمة مع خصومه من خلال استعراض النفوذ في المؤسسات الرسمية حيناً والنقابات حيناً آخراً، من دون إسقاط الحصار الذي تمارسه مكونات الحكومة على جلساتها المعلقة حتى صدور كلمة السر من قوى الأمر الواقع الحقيقية وليس من الثلث الضامن أو المعطل، الذي أثبت أن دوره لا يقتصر سوى على تأمين المكاسب فقط وليس الإنجازات.
إزاء هذا الواقع يتزايد منسوب الغضب الحقيقي في الشارع حيث فقد المواطن كل مقومات العيش الكريم بعدما خسر ٩٨ بالمئة من قدرته الشرائية، ولم يعد لديه سوى كرامته فقط، ولكنها اليوم تتعرض أيضاً للإنتهاك من قبل من يحمل السلاح ويهدد الآمنين في بيوتهم بعدما قطع أرزاقهم.
الإصرار على الوقوف في وجه من يقتحم كل البيئات والمناطق اللبنانية، والدفاع عن كرامة لبنان والمواطن من كل الطوائف، ودعم الظالم ضد المظلوم، قد انطلق اليوم من خلال محطة التضامن مع "القوات اللبنانية" المستهدفة سياسياً، ولن يتوقف. فهل تعود الكلمة للشارع الذي سبق وأن تحرك واقتحمته قوى الأمر الواقع وفقأت عيونه؟

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: