لا يحتاج اللبناني لأن يطلع على حجم الغضب الذي يسكنه ، من خلال الإحصاءات والدراسات العالمية، فمشهد الشارع اليومي، يحمل الدليل الواضح على بركان الغضب الذي يختزنه كل مواطن يسير في الطرقات المعتمة ليلاً والمليئة بالحفر نهاراً.من دون كلام يفهم اللبناني أن غضبه المكتوم يشبه غضب المارة أمامه أم وراء مقود سيارته، أو الذي يعمل في مقهى أو مصنع أو شركة أو مدرسة أو مستشفى وغير ذلك من الوظائف والقطاعات، وصولاً إلى العاطلين عن العمل أو المرضى إلى الذين يستعدون لهجرة جديدة نحو بلد ووطن يشبههم. لكن إذا كان اللبناني هو الشخص الأكثر غضباً في العالم، فذلك لا يعود إلى صفاته أو جيناته الوراثية. فالغضب صفة مكتسبة وقد استقرت داخل كل مواطن يحمل الهوية اللبنانية ، ويتعرض منذ عقود لكل أنواع الظلم والإستبداد والإحتقار فالسرقة من قبل السلطة التي تحكمه وتتعامل معه كأسير حرب وعدو يجب معاقبته بكل الوسائل.
وتتفاوت العقوبات من سرقة المستقبل والأمل بحياة كريمة والدفع نحو الرحيل، إلى القتل أو التفجير أو الحريق أو الجوع بعدما بات أكثر من ٨٠ بالمئة من اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر.