تكشف أوساط سياسية واسعة الإطلاع، عن أن الساحة اللبنانية قد باتت اليوم أمام مفترق طرق خطير في ضوء الخشية من التطورات الدراماتيكية التي سُجّلت على الجبهة الجنوبية في الأسبوع الماضي، والتي أتت على أثر سلسلة من الأحداث الأمنية تشهدها المنطقة برمتها، وتؤكد أن استمرار المراوحة والتأخير في تشكيل الحكومة سينعكس بشكل سلبي على كل المستويات، وبشكل خاص على مناخ الدعم الدولي للبنان بعد مؤتمر الدعم الدولي الثالث لمساعدة لبنان بمبادرة فرنسية، والذي أسفر عن حصول لبنان على دعم مالي لتأمين حاجاته الملحّة.
وتعتبر الأوساط أن ما شهدته الأيام القليلة الماضية من مشاورات سياسية على مسار التأليف لا يؤشّر إلى أن عملية التأليف تسير وفق إيقاع سريع تفترضه الظروف الإجتماعية والأمنية الطارئة، خصوصاً وأن أكثر من رسالة وصلت إلى غالبية المسؤولين، تدعوهم إلى التجاوب مع كل الجهود المبذولة للوصول إلى الحلول والتي تبدأ من تأليف الحكومة أولاً، ثم الإستمرار في الحصول على الدعم الدولي.
وتشير الأوساط السياسية نفسها إلى أن كل التوقّعات كانت بأن يحصل خرق نوعي في عملية التأليف، ولكن خلافاً لكل ما كان متوقّعاً، فإن نتائج اللقاءين في قصر بعبدا بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، لم يحملا أكثر من تطمينات بأن الأمل لم ينقطع بعد، وبأن العقبات لم تُذلّل بعد، وبالتالي، فإن الإجماع السياسي والشعبي الداخلي، كما المناخ الدولي، يشدّد على ضرورة الإسراع في إنجاز الإتفاق الحكومي اليوم قبل الغد، وقد فرضت جولة التصعيد المفاجىء على الجبهة الجنوبية زيادة وتيرة السرعة على المسار الحكومي، مع العلم أن كلام الرئيس المكلًف نجيب ميقاتي عن أن الأمور في خواتيمها، يحمل مؤشّرات قد تكون متناقضة، بحسب الأوساط نفسها، والتي اعتبرت أن ما تحقّق إلى اليوم، من تقدم بالنسبة لتوزيع الحقائب غير السيادية ليس سوى تأجيل للتباين، أو إذا صحّ القول الإختلاف في التوجّهات لدى رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف بالنسبة للحقائب السيادية، وذلك على الرغم من كل الضغط الذي تفرضه الظروف الحالية على الفريقين من أجل “استنباط الحلول” للأزمة الحكومية.
