“المقاومة في لبنان” بين دعوة “حماس” و دعوات التهدئة

185056

عند الإعلان عن عملية “طوفان الأقصى” في غلاف غزة والتي نفذتها حركة المقاومة الاسلامية في فلسطين “حماس”توجهت الأنظار الى حدود فلسطين المحتلة الشمالية والى شقيقة حماس “المقاومة الاسلامية في لبنان”-حزب الله، سيما وان القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة “حماس محمد الضيف ، قد قال في الاعلان الأول عن العملية”أدعو إخوتنا في المقاومة بلبنان وإيران واليمن والعراق وسوريا للالتحام مع المقاومة بفلسطين”
فكيف تصرّف لبنان والحزب حيال ما جرى ويجري في غزة وفي المستوطنات الاسرائيلية المتاخمة لها؟

بدايةً وفي بيان اولي مسهب لقيادة الحزب قال :ان القيادة “تتابع عن كثب ما يجري” وانها “على اتصال مباشر مع فصائل المقاومة الفلسطينية”
لتأتي من بعده التحذيرات من تحريك الجبهة الجنوبية:
“أكد مسؤول فرنسي لـ”النهار العربي” أن باريس أبلغت “الحزب” رسالة واضحة بعد التدخل في النزاع الحالي بين اسرائيل و”حماس”، مكتفياً بأنها “رسالة واضحة.
وكانت صحيفة “اسرائيل اليوم” أفادت أن باريس مررت رسائل لـ”الحزب” بعدم التدخل.
وكان الاليزيه قد افاد أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اجرى اتصال بكل من الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.”
“كما أكد مسؤول أميركي أننا نعمل مع الشركاء لضمان عدم انتشار الصراع وناقشنا الأمر مع اللبنانيين وتوازيّاً حذر مسؤول في البيت الأبيض حزب الله من فتح الجبهة الشمالية لاسرائيل…”

ليطل صباح اليوم الاحد 8 تشرين الأول 2023 مع توتير امني عسكري في منطقة مزارع شبعا ومع تخوف المعنيين ان يكون التوتير تمهيدا لحرب “توحيد الساحات” او لحرب شاملة تشبه تموز 2006
الى ان اصدر الحزب في بيان تبني “المقاومة الاسلامية في لبنان” سمّاه “عملية” ما يشي باستبعاد التصعيد حتى الآن .
وفي قراءة متأنية وهادئة وعلى البارد لنقاط ثلاث في البيان يتبين الآتي:

١- لقد اعتبر البيان اطلاق بضع قذائف هاون على ثلاث مواقع اسرائيلية في منطقة شبعا واصابتها دون الابلاغ حتى عن وقوع اصابات انها “عملية” على طريق تحرير ما تبقى من أرضنا اللبنانية المحتلة
وفي هذا مبالغة في غير مكانها وتعيدنا الى فترات كانت توصف عمليات المقاومة عملياتها ب”التذكيرية” وب”رفع العتب”..

٢-اعتبر البيان ان العملية اتت تضامنا مع المقاومة الفلسطينية المظفرة والشعب الفلسطيني المجاهد والصابر
وهذا الأمر لم يطلبه قادة حماس بل طالبوا الحزب ومقاومته بالانخراط الفعلي العملي بعملية “طوفان الأقصى” وهذا ما لم يلتزمه الحزب حتى ببياناته  وتصاريح قيادييه.

٣-اطلق البيان على “المجموعات” التي قامت بالعملية المحدودة التأثير والمكان والزمان اسم “مجموعات الشهيد القائد الحاج عماد مغنية.
وهذا يعيدنا الى يوم اغتيال الحاج عماد مغنية في 12 شباط 2008 حيث توعّد الحزب اسرائيل ب”تغيير قواعد اللعبة وبرد سريع ومزلزل سيطال الكيان الصهيوني بوجوده بحد ذاته” …ولم يأتِ الرد حتى الساعة.

فهل التهدئة التي التزمها حزب الله المقاوم منذ توقيع القرار 1701 في آب 2006 كما عاد وأكد عليها مع توقيع ترسيم الحدود البحرية في العام 2022 و قد يلتزمها في الترسيم البري العتيد ، سيلتزمها اليوم فعليا بناءً على التحذيرات والتنبيهات الغربية والاممية وتجاوبا معها بعد عملية “طوفان الأقصى”
وهل هذا ما حدا بالجيش الاسرائيلي اخيرا للإطمئنان والتطمين بإعلانه:”لا يوجد تهديد وشيك الآن في الجبهة الشمالية”؟

وان غداً او قبله لناظره قريب.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: