الملف الرئاسي يتفاعل خليجياً والدول الخمس… وهذا ما يجري…

بعبدا1

تسيطر حالة من الجمود السياسي الداخلي على صعيد الملف الرئاسي، فيما يشهد حراكاً خارجياً غير مسبوق في ظل معلومات عن تفعيل الاتصالات واللقاءات بعد عطلة الأعياد من خلال انعقاد اللقاء الخُماسي بين الرياض والدوحة، إذ بدأت تُطبخ التسوية الشاملة لكن لم يحدّد موعد نضوجها وتسييلها في المجلس النيابي من خلال انتخاب رئيس جديد للجمهورية والتكليف والتأليف ضمن هذه السلّة، الى أن تكون تفاهمات المنطقة قد باتت في لمساتها الأخيرة وتحديداً على خط المملكة العربية السعودية وإيران والبداية انطلقت من اليمن. ويُنقل عن مصادر دبلوماسية خارجية في بيروت ما مؤداه أن أمن الدول العربية هو في صلب هذه التفاهمات بين الرياض وطهران من لبنان وسوريا والعراق، الأمر الذي بُحث بشكل مستفيض خلال القمّة الخليجية العربية في جدّة التي لم تكن مخصصة لعودة سوريا الى الجامعة العربية فحسب، بل لتسوية الأوضاع في سوريا والعراق ولبنان، بمعنى وضعية الأحزاب والقوى التي تدعمها إيران من حزب الله الى الحشد الشعبي والحرس الثوري، الذين يشكلون رافعة التدخّلات في شؤون هذه الدول.
توازياً، وبالعودة الى الاستحقاق الرئاسي، فالأسماء المرشحة لرئاسة أضحت كالبورصة صعوداً وهبوطاً، وثمّة من يشير الى أن الضمانات التي أُرسلت عبر البريد السريع من فرنسا الى الرياض، عبر مستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون السفير باتريك دوريل، لن تجدي نفعاً في تسويق باريس لرئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية على اعتبار أن هذا الأمر موضع رفض ليس من المملكة فحسب بل من سائر عواصم الدول المشاركة في اللقاء الخماسي، وتالياً لوحظ غياب "اللهفة الفرنسية" تجاه زعيم المردة قياساً على ما كانت عليه مؤخراً، فيما نُقل أن حركة موفدين على أعلى المستويات بدأت تنقل رسائل للأطراف اللبنانية الأساسية حول إعادة رفع منسوب دعم قائد الجيش العماد جوزاف عون، وثمة معلومات موثوقة تفيد بأن موفداً لتيار مسيحي بارز زار قائد الجيش في اليرزة لإعادة ربط العلاقة بين التيار وقائد الجيش، وذلك نتيجة اتصالات جرت على أعلى المستويات خارجياً مبديةً رغبة في إمكانية أن يكون عون رئيساً للجمهورية، وهذا ما ألمح اليه الموفد القطري محمد بن عبد العزيز الخليفي الذي زار لبنان مؤخراً، من دون أن يُلّمح أن الدوحة تتبناه أو هو مرشحنا، إنما استمزجَ بشكل دقيق مواقف الأطراف اللبنانية كافة، على اعتبار ذلك يحظى بدعم كل الدول المشاركة في اللقاء الخُماسي، ومن هنا عاد الموفد القطري حيث اتصالاته مستمرة مع ممثلي دولهم في لقاء باريس وكذلك مع عدد من المكوّنات اللبنانية. ومن الطبيعي وتلك مسألة محسومة بأن هذه الحركة تأتي بالتنسيق والتماهي مع السعودية.
أخيراً، وحيال هذه الأجواء والمؤشرات، فإن أكثر من سيناريو يُرسم في هذه المرحلة، وقد يكون من بينها انتخاب الرئيس بتسوية دولية إقليمية حاسمة بعد لقاء للدول الخمس، وربما على مستوى وزراء الخارجية، كي يشارك لبنان في قمة الرياض في التاسع عشر من شهر أيار المقبل عبر حضور رئيس الجمهورية وهذا ما يجري العمل عليه، لكن اذا تعذّر هذا الخيار فالأمور ذاهبة الى منتصف الصيف، ووفق المتابعين فأن قطار التسوية انطلق بقوة ولم يعد لدى الأطراف اللبنانية، من دون استثناء، القدرة على المناورة بمَن فيهم حزب الله خصوصاً بعد الاتفاق الإيراني - السعودي والخطوات التي تُنفذ في اليمن والتقارب العربي بالجملة مع سوريا. كل ذلك سيؤدي الى تسوية عندما تكتمل عملية التفاهمات عربياً واقليمياً بما في ذلك الملف اللبناني من جوانبه كافة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: