خلال الجلسة التاسعة لانتخاب رئيس الجمهورية امس الخميس، عمد بعض الزملاء الى التصويت بأسماء غير جدية ترقى لمرتبة الاستهزاء اولاً بحجم وفداحة الازمة التي يمرّ بها لبنان واللبنانيين، ثانياً، بالناخبين الذين اوصلوهم ليكونوا صوت معاناتهم في مجلس النواب، وثالثاً بموقعَي المجلس النيابي ورئاسة الجمهورية ورمزيتهما، من خلال تظهير جلسات الانتخاب على انها فولكلور مُملّ، يحتمل الترفيه واضاعة الوقت.
لذا، اتوجّه للزملاء النواب بالقول: نحن امام مسؤوليات جسام، لانتخاب رئيس جمهورية يترأس حربة انقاذ لبنان، في ظل وضع اقتصادي خطير اغرق لبنان بازمة معيشية غير مسبوقة، تتصاعد وتيرتها مع مرور الوقت، فيما يستمر البعض بتمرير اسماء غير جدية في جلسات الانتخاب، والاقتراع باوراق بيضاء لا لون لها ولا قيمة، وبتعطيل النصاب، الامر الذي بات معيباً ومريباً، لأنّ عجلة التعافي لا بد أن تبدأ من أعلى الهرم نزولاً، الّا اذا كانت هناك نواياً بالاستمرار بالوضع المأزوم كما هو عليه اليوم، وما ينذره من عواقب غير حميدة على الجميع.
رأفةً باللبنانيين المثقلين بعبء الازمات، واحتراماً لأنفسنا وللمجلس النيابي الذي يجمعنا، ولجميع الذين يعانون اليوم من فقدان غذاء او دواء او مسكن او عمل، فكّوا اسر النصاب وجلسات الانتخاب، واقدموا على تسمية مرشّحين جديّين واضحي المعالم والهوية، ولنتنافس بديمقراطية الدستور، ولننتخب المستحقّ والجدير، حتى تبدأ خطوة الالف ميل بالتعافي الاقتصادي والبنيوي. كل ما دون ذلك، خبث وجريمة بحقّ ما ومن تمثّلون.