أقامت منظمة الشباب التقدمي عشاءها السنوي المركزي برعاية وحضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط، في بلدة حمانا، بحضور حشد من الشخصيات السياسية والاجتماعية، من نواب حاليين وسابقين، وزراء سابقين، مدراء عامين، أعضاء المجلس المذهبي، رؤساء بلديات ومخاتير، إلى جانب قيادات حزبية، مفوضين، وكلاء داخلية، كوادر شبابية، وممثلين عن الجمعيات.
وألقى النائب جنبلاط كلمة في المناسبة، قال فيها: “رفيقاتي ورفاقي في منظمة الشباب التقدمي، منذ تأسيسها، كانت منظمة الشباب التقدمي وستبقى رافِداً أساسياً للحزب التقدمي الاشتراكي، والمكان الطبيعي لصناعة الكوادر، والقيادات من ميادين الجامعات، من ساحات النضال الطلابي، إلى الإيمان الحقيقي بالسياسة كأداة تطوير. أنتم أخذتم القرار بأن تكونوا في صلب العمل، من موقع وطني، ومن مدرسة كمال جنبلاط التي آمنت بالإنسان أولًا، وبالحرية، بالعقل، بالعدالة. ولبنان في هذه المرحلة، يمر بأوقات صعبة، هناك اعتداءات مستمرة على لبنان واحتلال يجب أن ينتهي. وهناك ورقة رسمية لبنانية تحمل أفكارا واضحة تُتيح الخروج من الأزمة بهدوء وبعقل. وللتأكيد والتذكير، نحن موقفنا واضح في موضوع السلاح. لقد بدأنا بالأمر من أنفسنا، وسلمنا السلاح الذي كان لا يزال موجودا، سلمناه عن قناعة بأن الدولة وحدها تحمينا جميعاً. ولبنان أيضاً لا يزال في الأزمة الاقتصادية. ويبقى الإصلاح ضرورة للخروج منها، وتحديداً لجيل الشباب كي يجدوا لهم الفرص في البلد، وتتوقف الهجرة. الدولة يجب أن تقوم، ومشروع الدولة يتحقق بالعدالة والأمن السياسي والاجتماعي. ولكي نسير في هذا الطريق ونصل، نحن بحاجة لمن هم على قدر المسؤولية ومستعدون للعمل والعطاء. نحن بحاجة لشباب مثل منظمة الشباب التقدمي، واقعيين، وطنيين، لديهم الشجاعة والإرادة للعمل، ويعرفون متى وأين يعترضون”.
أضاف: “من هنا، نطلق معاً اليوم نداء صريحا لكل شاب وصبية مؤمنين بلبنان، وبالدولة. لكل من هو مؤمن بالحداثة، لكل من هو مؤمن بالعلم، وحق التعلّم للجميع، وبالجامعة اللبنانية، لكل شاب يريد أن يشارك بصنع القرار، والانتخاب من عمر الـ١٨، لكل من هو مؤمن بالقانون، بالمؤسسات، بالدولة المدنية، ومؤمن بأن العمل الحزبي ليس تُهمة، وأن الأحزاب هي المساحة الطبيعية للتعبير والعمل والتغيير. نحن لم ندّع يوماً أننا نجحنا في كل ما قمنا به. ولكن لا تسمحوا لأحد بأن يلغي تاريخنا. فتجربتنا غنية وفيها تراكم وطني، فيها محطات مشرقة. ولدينا دائما جرأة أن نراجع أنفسنا، وأن نقول أين أخطأنا وأين نجحنا. من هنا تحديدًا، أقول إن الرهان عليكم. فكونوا في قلب الحزب. في قلب الدولة، وبوصلة المستقبل”.
وختم: “شكرًا لمنظمة الشباب التقدمي، وشكرًا على كل نضالكم منذ ١٩٧٠ إلى اليوم”.
بدوره، تحدث أمين عام منظمة الشباب التقدمي عجاج أبي رافع، قائلاً: “نلتقي هذه الليلة في عشاءنا المركزي بعد انقطاع عن السهرات المركزية منذ العام ٢٠١٩ بسبب كل الظروف التي مرت على لبنان والمنطقة ومازالت هذه الظروف تقلقنا بشكل يومي وتشكل حالة من التوتر، نلتقي رغم كل الصعوبات والاستحقاقات التي تنتظرنا، لنحاول نشر الايجابية والتفاؤل بغدٍ افضل يليق بنا جميعاً. لقاؤنا اليوم يجمع بين الخبرة والنشاط بين التجربة والمحاولة بين المناضلين من الرعيل الاول والثاني وبين الشباب الذي يشق دربه السياسي والفكري في منظمة الشباب التقدمي يبنون على التجربة التي مرّ بها كوادر هذه المنظمة سابقاً والتي كانت مدخلا أساسيا للدخول الى الحزب وتسلم مسؤوليات”.
وتوجه إلى النائب جنبلاط قائلاً: “سأخاطبك بلسان الرفاق في المنظمة الرفاق الذين تحملوا المسؤولية في كل المرحلة السابقة وكانت جميع المهمات صعبة للغاية، نجحوا في معظمها والنجاح الأكبر لهم هو استمرارية منظمة الشباب التقدمي وهذا ما فعلوه بإتقان، وفي الشدائد نعرف معادن البشر، والحمدالله نعيش في بلد المصائب والمصاعب، وكانت المنظمة على الموعد بتخريج دفعات جديدة من الكوادر السياسية والاجتماعية وبقيت المنظمة. حضرة الرئيس قلناها سابقاً ونقولها اليوم، لن تفقد الأمل ولن ننتظر الفرص بل سنصنعها، وثقتنا بأن هذه القيادة السياسية بوجود حضرتك تعطينا الأمل والعزيمة على الاستمرار في دروب النضال، فلا بد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر”.
وتابع: “حروب وصراعات وصوت السلاح يعلو على كل الاسواط وثقافة الموت، والحروب والدمار تسيطر على المنطقة. وفي هذا المشهد الصعب، أطل علينا الرئيس وليد جنبلاط معلنا وبصوت العقل تسليم ما تبقى من سلاح في رسالة واضحة الى عشاق المغامرات. إن هذا البلد تحكمه شرعية الدولة، فمنطق السلاح والقوة لا يجدي نفعاً في هكذا حروب، ولا نحمي شعبنا بسلاح تقليدي، فالسلاح وسيلة والغاية هي الأمن والأمان للناس، أم عند البعض في لبنان فالسلاح هو الغاية والوسيلة، سلاح من اجل السلاح وحرب من أجل الحرب. ولعلها تكون خطوة الرئيس وليد جنبلاط هي الخطوة الجدية الوحيدة التي يقوم بها فريق سياسي لبناني نحو مشروع بناء الدولة”.
واختتم كلمته بالقول: “وجودكم معنا الليلة فخر لنا وهذا يدل على إيمانكم في هذه المؤسسة وثقتكم بان المنظمة تلعب دورا أساسيا لنهضة المجتمع. فالمجتمعات تنهض من خلال الشباب، فكيف إذا كان هؤلاء الشباب من مدرسة كمال جنبلاط. رفاقي في المنظمة في مكاتب الجامعات والمناطق والخلايا، كونوا فخورين بهذا الموقع، أنتم صوت الحقيقة انتم في الموقع الصحيح وتأخذون الخيار الصحيح، خيار الحرية والعدالة الاجتماعية خيار المؤسسات الناجحة، خيار الوطن والدولة القوية خيار المواطنة الحقيقية وخيار العروبة وخيار منظمة الشباب التقدمي، خيار الإنسان. شكرا لحضوركم ودعمكم ووجودكم معنا، سيبقى الصوت مرتفعاً وستبقى الراية مرفوعة، راية الحق راية الحزب التقدمي الاشتراكي، راية منظمة الشباب التقدمي، وراية لبنان. النصر للشبيبة”.
وتحدثت مسؤولة الإعلام والعلاقات العامة في منظمة الشباب التقدمي الإعلامية فانيسا سمعان، فقالت: “يسرني أن أرحب بكم جميعاً في هذا اللقاء الذي يجمعنا على مائدة الأمل. نلتقي اليوم في محطة نعتبرها أكثر من مناسبة، وأكثر من عشاء. هي مساحة نجدد فيها العهد مع أنفسنا، مع رفاق الدرب، ومع القيم التي آمنّا بها منذ اللحظة الأولى. هذا العشاء ليس فقط مناسبة اجتماعية، بل هو تأكيد على أننا ما زلنا هنا، ثابتين، صامدين، منفتحين، ومؤمنين أن العمل السياسي لا يكون إلا من خلال الشباب، ومن خلال بناء الإنسان الحر، المثقف، والملتزم، الذي يرى في الوطن قضية لا صفقة، وفي العدالة هدفًا لا شعارًا”.
وختمت: “نجتمع هنا تكريماً للانتماء، للتعب، وللحلم الذي نرفض أن نتخلى عنه مهما اشتدت التحديات. فأنتم، كل فرد منكم، تشكلون نبض المنظمة، ووقود استمراريتها. نجتمع تحت راية الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي كان وما زال مدرسة في النضال، ومنبرًا للفكر الحر، وملجأ لكل من يحمل هم الوطن. هو الحزب الذي حمل قضايا الناس، وكان صوتهم الصادق في كل المراحل، بثبات الموقف ووضوح الرؤية وجرأة الحق”.