” النار بالنار” يعيد قضية المعتقلين اللبنانيين في سوريا الى الذاكرة … بعدما باتوا في غياهب النسيان

WhatsApp-Image-2023-04-19-at-4.41.16-PM

بعد مضّي عقود من الزمن على المطالبة بمعرفة مصير المعتقلين اللبنانيين في سوريا، من دون اي نتيجة، بات الاهالي يشعرون بأن ابناءهم اصبحوا مسجونين في ذاكرة النسيان من قبل دولتهم، التي لا تسأل منذ اليوم الاول عن ملفهم وكأنهم لا ينتمون الى ارضها.
لا يسعنا إلا توجيه العتب واللوم على المسؤولين في الدولة، لتركهم ملف المعتقلين وكأنها غير معنية، لكن يبقى جرح الاهالي ينزف في ظل وجود مئات المعتقلين اللبنانيين ، فيما المطلوب من الدولة التعامل بعدل في هذا الموضوع ، لكن للاسف لم يحظَ في اي مرة بالاهتمام الكافي، ولم يستحق حتى اعتباره قضية إنسانية ووطنية.
آخر من إستذكر هذه القضية المسلسل الرمضاني ” النار بالنار” ، من إنتاج شركة “الصباح إخوان”، وتأليف رامي كوسا، وإخراج محمد عبد العزيز، معيداً ذكراهم الى الواقع، والدور الابرز لعبه بإتقان الممثل المسرحي جورج خباز، الذي طالب بمعرفة مصير والده المخطوف على يد السوريين، هذه المشاهد وضعت الاصبع على الجرح، لانها حاكت الألم حتى ولو بعد عقود من الزمن، فيما فعلياً طغت أخبار منذ تفاقم الحرب السورية، بأنّ كل المعتقلين إستشهدوا اذ لا يوجد اي أثر لهم، وفق ما ذكرت المعلومات من قبل مصادر سياسية عدة.

علي ابو دهن: ما يقال انهم في عداد الاموات ليس صحيحاً…

الى ذلك نفى رئيس جمعية المعتقلين في السجون السورية الاسير المحرّر علي ابو دهن في حديث لـLebTalks كل ما يقال في هذا الاطار، مذكراً بالمعتقل نبيل الخير الذي اعيد الى لبنان بعد وفاته في العام 2021، وتسلمه ذووه، وكانوا يزورونه دائماً في سجن السويداء على الحدود الاردنية، وقال:” لطالما تواصلت مع شقيقته واخيه واخبروني عن احواله، وانا كنت قد رأيته في اوائل التسعينات في سجن صيدنايا، وكل هذا يؤكد انّ كل ما يقال بعيد عن الحقيقة.
واشار ابو دهن الى وجود 622 معتقلاً في سوريا، بحسب وثيقة صادرة عن الدولة اللبنانية، لكن القضية معلقة حالياً ولا يوجد اي مسؤول لنتابع معه الملف، فالكل يقول :”سنساعدكم” ولا يفعل شيئاً، وبالتالي فالدولة غائبة لكن يبقى التواصل قائماً مع الاهالي، مع التأكيد بأننا لن ننسى هذه القضية الانسانية المحقة.

عزيمة الامهات قوية

كما كان لـموقع LebTalksحديث مع احدى الامهات التي تنتظر ابنها المعتقل في سوريا، والامل موجود لديها، حتى ولو مضى عليه اكثر من 30 عاماً، اذ يفترض على الدولة ان تكون قد جمعت المعطيات التي تملكها منذ العام 1990، وحينها كان هناك تعاون بين اجهزة البلدين في لبنان وسوريا، لكن للاسف فهي لا تقوم بواجباتها لتجمع الادلة وتواجه بها، وقالت: ” نريد الجواب من الجانب اللبناني قبل السوري، فهل باستطاعتهم اعطاء اجوبة صريحة عن مصير ابنائنا؟، مؤكدة بأن العزيمة ما زالت قوية وهي في ازدياد ، والايمان والقوة يتحكمان دائماً بنا كي نصل الى هدفنا بعودة ابنائنا، مشددةً على ضرورة ان يتحّمل الجميع مسؤولياته في هذا الاطار، بطريقة جدية وعملية كي يغلق هذا الملف بأسرع وقت ممكن، والمطلوب جهد مشترك من الجانبين اللبناني والسوري، لكشف كل المعلومات عن هذه القضية الإنسانية بإمتياز.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: