معضلة أساسية تواجه عملية استقدام النفط الإيراني إلى لبنان، ولا تقتصر فقط على الجانب السياسي المتصل بالعقوبات الأميركية على إيران أو بالموقف الإيراني الرسمي الذي اشترط أن يأتي طلب الحصول على المحروقات من الحكومة اللبنانية وليس من “حزب الله”، بل تتعدى ذلك إلى المقاربة اللبنانية لهذه المسألة.
فقد انقسم اللبنانيون بين مؤيد ومنتظر لسفينة المازوت والبنزين أو الغاز كما تقول أوساط “حزب الله” والتي تتحدث عن سفينتين انطلقتا وعن أسطول من السفن الإيرانية، فيما القسم الآخر يحذر من العقوبات وخطورتها على الوضع اللبناني المنهار أساساً، بينما الموقف الرسمي يتجاهل كل حيثيات الموضوع وينشغل بيومياته وصراعاته السياسية.
وفي الوقت الذي يؤكد فيه موقع تعقب السفن عن أن ما من سفينة قد توجهت من إيران إلى لبنان، يبقى إصرار الحزب وحلفائه على الإعلان عن اقتراب موعد وصول النفط الإيراني، بينما واشنطن كما السلطة اللبنانية في وضع غير اعتيادي وإن كانت إدارة الرئيس جو بايدن تتحفظ على هذه العملية ولم تعلن موقفاً منها باستثناء أن العقوبات سارية على إيران، وكذلك إسرائيل خصوصاً وأن السيد حسن نصرالله اعتبر السفن أرضاً لبنانية وطبّق عليها قواعد الإشتباك القائمة في جنوب لبنان.
