“المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هي منظمة عالمية تكرس عملها لإنقاذ الأرواح وحماية الحقوق وبناء مستقبل أفضل للأشخاص المجبًرين على الفرار من ديارهم بسبب الصراعات والاضطهاد”، بهذه الكلمات تستهل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR التعريف عن نفسها ضمن خانة “مَن نحن” على موقعها الالكتروني الرسمي. وفق هذا التعريف، هل ما زال كل اللاجئين السوريين في لبنان “أشخاصاً مجبرين على الفرار من ديارهم بسبب الصراعات والاضطهاد”؟ أليست الصراعات متقطعة وأضحت محصورة في رقع جغرافية محددة؟
المفوضية، التي تأسست من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1950، وذلك في أعقاب الحرب العالمية الثانية من أجل مساعدة ملايين الأشخاص الذين خسروا منازلهم وتعمل اليوم في 137 بلداً، توضح في خانة “مهامنا” على الموقع أن “اللاجئين هم مجموعة محددة ومحمية في القانون الدولي لأن الوضع في بلدانهم الأصل يجعل من المستحيل بالنسبة لهم الذهاب إليها”.
فماذا عن اللاجئين السوريين الذين يتردّدون الى بلادهم دورياً وبعضهم عبر المعابر الشرعية؟
ماذا عن أولائك المقيمين في سوريا والمسجّلين كلاجئين في لبنان؟
ماذا عن مَن يتباهى عبر وسائل الإعلام بأنه لن يعود الى بلاده لأسباب إقتصادية إذا لم تتوفر له الخدمات والمداخيل التي يحصل عليها في لبنان؟
نشرت المفوضية عبر حسابها على “تويتر” التغريدة الآتية: هل تؤيد فكرة أن حقوق اللاجئين هي من حقوق الإنسان؟ عبّر عن تضامنك #مع_اللاجئين، بإعادة نشر هذه التغريدة ودعوة الآخرين إلى الانضمام.
مع كامل تضامننا مع اللاجئين وإيماننا أن حقوقهم من حقوق الإنسان، أليس من حقنا أن نسأل، ولبنان الأول في العالم من حيث عدد اللاجئين مقارنة بعدد المواطنين المقيمين، هل من المقبول أن تأتي حقوق اللاجئين على حساب حقوق المواطنين؟ ماذا عن واجبات اللاجئين بإحترام حسن الضيافة؟
هنا نسأل المفوضية، ماذا عن حقوق المجتمعات المضيفة؟ هل ما تقدّمه لها هو كاف؟ ماذا عن منافسة اليد العاملة الوطنية ومقاسمة اللبنانيين للدعم المقدّم لهم من دولتهم وعن إستهلاك البنى التحتية والطاقة؟ وفي حال تعرض هذه المجتمعات كالمجتمع اللبناني الى إنهيار غير مسبوق، هل تبقى مقوّمات إستقباله للاجئين قائمة؟ ولماذا لا تتبرّع المجتمعات الأخرى بإستضافتهم؟
وعندما يتحوّلون الى “قنبلة” إجتماعية وأمنية موقوتة فيصبحون خطراً سيادياً وديمغرافياً يهدّد هوية الوطن المضيف، ألا تسقط عنهم صفة اللجوء؟
كل هذه الأسئلة تحوّلت الى هواجس فور سماعي عصراً مرشح “الثنائي” رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية يعلن من بكركي أن “موضوع النازحين السوريين وضع على سكة صحيحة ومعالجته بطريقة سليمة سيؤدي ل الى إعادتهم الى سوريا… العرقلة كانت غربية دولية والرئيس الأسد دائماً فاتح بابه لعودتهم…”!!! إذ يبدو أن الأسد “فاتح باب العودة” كما الرئيس سليمان فرنجية الجدّ الذي توجّه الى اللبنانيين لدى تبوئه رئاسة الجمهورية عام 1970 بالقول: “ناموا وبوابكم مفتحة”، فلم يبقَ باب في الوطن الذي إجتاحته الحروب الا وتشلّع…