لطالما خسر لبنان أرواحاً آمنت به وبإستقلاله وقوته وأهميته، هكذا كان المعلم الشهيد كمال جنبلاط، الذي لم يسمح يوماً بأن يخسر لبنان أياً من مقوماته، فتصدّى للشر الذي كان وما زال متربّصاً بالبلد، رافضاً ان يسلّم لبنان لأي كان طامعاً بوجوده، ولذلك اغتيل كمال جنبلاط لإيمانه الصلب بهذا البلد. فأولائك الذين يخافون الكلمة والفكر والموقف الحر، لا يعرفون كيف تكون الوطنية والمبادئ، فكمال جنبلاط القائل “هي مسؤولية الحياة أو الموت، فعلى الحياة أن تدمّرنا إذا شاءت، وأن تعزلنا إذا شاءت، فنحن لم نبخل بأنفسنا يومًا في صراع الحياة”، لم يبخل على لبنان لا بفكره ولا بفلسفته ولا بأدبه ولا بتعاليمه، لم يبخل أيضا بدمه ليروي هذه الأرض المقدّسة، كما كل الأحرار في هذا البلد الذين يُقتلون في سبيل حريته. فإلى كمال جنبلاط في الذكرى ال٤٥ لإغتياله، والى أرواح كل شهداء هذا الوطن الشرفاء نقول، ” نحن أيضا لن نبخل بأنفسنا في سبيل العيش الحر الكريم، لأبناء هذا الوطن ولإستقلاله وسيادته، لقد حان الوقت لتشكيل قوة وطنية من مختلف أطياف المجتمع، لتجديد نداءات المعلم الشهيد، إذ بهذه التعاليم وهذا الإيمان يمكن تحرير اللبنانيين من كل وصايةٍ، ومن كل ظلم وفساد في مفاصل البلد.
