الياس الزغبي لـ LebTalks: زيارة عون لسوريا محاولة تعويض خسارة باسيل وتغطية النقص مع الحزب

elias-elzoghbi

لم تكن مفاجئة زيارة الرئيس السابق ميشال عون دمشق اليوم فهي زيارة لا تخرج عن سياقها الطبيعي للتحالف الذي يربطه بنظيره بشار الاسد ولاسيما انها ليست المرة الاولى التي يزور فيها عون سوريا. ولكن اللافت توقيتها، فهي اتت بعد 14 عاماً من الزيارة السابقة وفي خضم المعركة الدائرة حول الاستحقاق الرئاسي وفي ظلّ الخلاف الذي بدأ يتعمّق بين حزب الله ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
يقول الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي لـ LebTalks “ان الزيارة الثالثة لميشال عون لدمشق تندرج في السياق نفسه الذي قام به عمليّاً منذ العام 2008، لا بل منذ ان كان قائداً للجيش سنة 1984 وما بعد”. ويضيف: “الحقائق تكشفت مع مرور الزمن ان العلاقة بين الرئيس عون وقبله العماد عون وبعده الرئيس السابق عون هي علاقة ثابتة مستمرة حتى في عزّ ما عرف بحرب التحرير سنة 1989 التي شنّها ضد جيش الاحتلال السوري كما كان يسمّيه آنذاك”.
ويعتبر الزغبي ان الزيارة الراهنة تحمل بعداً اضافيّاً هو ابتعاد عون ووريثه السياسي جبران باسيل عن حزب الله على الاقلّ في المجال السياسي ببعديه الرئاسي والحكومي وليس في البعد الاستراتيجي. وهي تأتي ضمن محاولة تعويض ما خسره عون ووريثه من دعم حزب الله لعلّ عون يستطيع تغطية النقص مع الحزب بورقة ما من قبل بشار الاسد.
ويضيف: الزيارة لا تحمل الا هذا المعنى السياسي المباشر والضيّق، اي عملية تعويض سياسي قد لا تنجح او قد تنجح، بما معناه ان يكون هناك خلاف ضمنيّ ما بين القيادة السورية وقيادة حزب الله، مع ان هذا الامر ليس واضحاً في هذه المرحلة وفق الزغبي.
ويرى ان اقصى طموح ميشال عون من خلال هذه الزيارة ان يأخذ وعداً من بشار الاسد بتخفيف دعمه لسليمان فرنجية باتجاه الرئاسة بحيث يطلق عون وعده، بالانابة عن صهره، انه في حال التخلّي عن دعم فرنجية تعود الامور الى نصابها التحالفي السابق مع حزب الله واستطراداً مع النظام السوري ومع النظام الايراني.
ويلفت الزغبي الى ان الزيارة التي يغيب عنها “الوريث اللصيق” لعون اي جبران باسيل تثير علامة استفهام عن قطبة تغييبه عنها. ويعتبر ان من اهداف ميشال عون في زيارته تلك اعادة الربط بين وريثه باسيل وبين القيادة السورية ليس فقط على مستوى محاولة فك العلاقة بين بشار الاسد وسليمان فرنجية بل ربما في حساب لاحق وعبر السنوات المقبلة لتحضير الطريق امام وريثه نحو قصر بعبدا.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: