دعا البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي، إلى انتخاب رئيس الجمهورية، معتبراً أن الدستور معطل اليوم.
ترأس البطريرك الراعي قداساً لمناسبة اليوم العالمي الثّاني والثّلاثين للمريض في مستشفى بيروت الجامعيّ، الكرنتينا وجاء فيها:
“كان يسوع يسير في جميع المدن والقرى، يعلّم ويعلن ويشفي من كلّ مرض وعلّة” (متى 9: 35)
وتحدّث الراعي عن تفجير المرفأ في 4 آب 2020 الذي أصاب المستشفى بالأضرار الجسيمة، وعاد ليتجدّد بفضل الدول الصديقة والأيادي البيضاء وسخاء بعض العائلات اللبنانيّة، فاستأنف خدمته بشكل أكمل وأكبر ليستقبل المرضى من دون أي تمييز في حالته الصحية.
واعتبر الراعي أن اليوم العالميّ للمريض لا يقتصر على الصلاة والإحتفال بالقدّاس الإلهيّ وتبريك جباه المرضى بالزيت المقدّس من أجل تقديسهم بأمراضهم وأوجاعهم، ومن أجل شفائهم، ولكنّه أيضًا يوم مطالبة المسؤولين في الدولة اللبنانيّة بواجباتهم تجاه المرضى والمستشفيات والمستوصفات ودور المسنّين ومراكز ذوي الإحتياجات الخاصّة.
لا يستطيع هؤلاء المسؤولون إهمال ما يترتّب عليهم من واجبات من مثل دعم الدواء، وإيفاء الديون المتوجّبة لهذه المؤسّسات، وتحسين إدارة الصندوق الوطنيّ للضمان الإجتماعيّ، وإخراج البلاد من أزماتها المميتة بدءًا بانتخاب رئيس للجمهوريّة كمدخل وحيد واساسي لحلّ الأزمة السياسيّة المتسبّبة بالأزمة الإقتصاديّة والماليّة والإجتماعيّة والتجاريّة. ونقول معكم لهم: كفى مخالفات للدستور قاتلة للدولة، من أجل مصالح فرديّة أو فئويّة أو حزبيّة أو طائفيّة أو سياسيّة، وكلّها مدانة ومرفوضة. فابدأوا أوّلًا بانتخاب رئيس للدولة لكي تنتظم كلّ المؤسّسات. وبما أنّه لا توجد سلطة غير الدستور توجب على المجلس النيابي رئيسًا ونوّابًا، انتخاب الرئيس خلال شهرين قبل انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، وبما أن الدستور حاليا هو معطّل عمدًا، فإنّا نتوجّه إلى ضميرهم الوطنيّ، رئيسًا وأعضاء، لعلّ وخز الضمير يستحثّهم. ومعلوم أنّ الضمير هو صوت الله في أعماق الإنسان هامسًا: “إفعل هذا ولا تفعل ذاك!” نصلّي لكي يظل الضمير حيًا لدى كل انسان.
وختم الراعي: “صلاتنا إلى الله كي يحرّك هذه الضمائر، إرضاءً لمشيئته القدّوسة وتأمينًا للخير العام. له التسبيح والشكر الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد. آمين.”