كتبت صونيا رزق
صورة الرئيس الشهيد بشير الجميّل التي وُضعت على مدخل نفق نهر الكلب من قبل محبّيه ومناصريه وما أكثرهم، أطلقت رسائل واضحة في اتجاهات مختلفة، أبرزها الى رافضيه والحاقدين عليه، ولمَن ترعبهم صورته بعد مضيّ 39 عاماً على استشهاده، ولمَن إقتحم قبل أيام بإستفزازاته المشينة المناطق المشبّعة بالنضال والشهداء، بأنّ الحرية تطوقنا بفخر وإعتزاز وتصوننا، وبشير باقٍ باقٍ في الأذهان والقلوب والضمائر، مهما حاولتم لأن النتيجة واحدة، فهو المترّبع على قلوب أكثرية اللبنانيين وسيبقى.
مع تلك الصورة الشامخة العابقة بالعنفوان والكرامة، والموقّعة بشعاره “لبنان أولاً وأخيراً”، نعود لنسترجع زمن الإنتصارات التي رافقت فترة وجوده قائداً ورئيساً منتخباً لمدة 21 يوماً، حين إستشعرنا مشروع الدولة القوية التي نحلم بها، دولة الحق والقانون والمساواة، برئاسة رجل دولة قلّ نظيره يتحلى بالعزيمة والتصميم والإرادة الحقيقية.
اليوم نحتاج الى ذلك الشعار الذي إستعان به الجميع كل على طريقته، فأتت النتائج مخيبة للآمال، لكن مع بشير تحقق بحذافيره، وها هو يعود ليُذكّرنا بأنّ الثائر يهدف دائماً الى إحقاق الحق، وليقول لنا ثوروا ولا تستسلموا، تمرّدوا على التسويات، إنتفضوا من أجل المستقبل، الذي إستشهد من أجله الآف الأبطال، ولا تتركوا لبنان للغرباء والمندسّين والمتاجرين به، بل واصلوا نضالكم بمنطق الدولة التي لا تساوم على الكرامة والسيادة، التي تتصدى لآفة لا يزال لبنان يعاني من وطأتها، وهي الولاء السياسي للخارج، إبقوا في ذاكرتكم شعار” لبنان أولاً وأخيراً” لان الشعلة مضاءة ولن تنطفئ.
في الختام، نسأل روح بشير القارئ الجيد لمستقبل لبنان، ماذا لو بقيتَ حياً وكان الأمر للجمهورية؟ الجمهورية التي حلمت وجعلتنا نحلم بها؟ بالتأكيد لكان لبنان اليوم مغايراً، أي دولة قوية بكل مؤسساتها لا تحوي الدويلات ولا السلاح الميليشياوي ولا الدخلاء ولا أصحاب الولاء الخارجي، ولا الغرباء ولا الوصايات، ولا أصحاب “الأمر لي أو أنا أو لا أحد…”، والى ما هنالك من شواذات لم يكن لبشير أن يسمح بها في مملكته، لأنه أراد أن يعطي الأمر للشرعية اللبنانية وحدها. ولكن هيهات من كل هذا في ظل ما يجري اليوم من خلافات وانقسامات ومصالح خاصة تطغى على مصلحة لبنان الذي إستشهد بشير من أجله.