وصلت نيران الشارع المنتفض في يومه الثالث الى الحكومة، حارقة جميع أوراقها وامكانية تأليفها في وقت قريب، لا سيّما بعد السجال الناري بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، عقب هجوم ناري للأول واتهام مباشر لحزب الله بالخضوع لايران، ما استدعى رداً عالي السقف من باسيل اطاح فيه آخر ما تبقى من آمال في عملية التشكيل.
وبين الرد المفاجئ الذي سدده الحريري الى افرقاء التعطيل والرد الحاد عليه الذي سارع رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل الى إصداره لاحقا، ارتسمت معادلة جديدة اثارت الخشية من مبارزة احراق المراكب بما يؤدي واقعيا الى فتح أبواب الازمة على المجهول، بحسب “النهار”.
بعد يوم من السجال الحاد بين الرئيس المكلف وفريقه وفريق بعبدا والنائب باسيل، روّجت دوائر بعبدا معلومات مفادها ان الرئيس عون، في حدود ما يتيحه له الدستور “قد يتخذ في أي ساعة من الساعات خطوة معينة، بما هو متاح في الدستور”، فهل سيدعو مجلس الوزراء استثنائياً، إذا رأى ذلك، ضرورياً بالاتفاق مع رئيس الحكومة (البند 1 من الصلاحيات المادة 53/د)، وماذا إذا لم يقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان ذلك بالدعوة؟
أم ان الرئيس يدرس توجيه رسالة إلى مجلس النواب، للبحث في مآل تأليف الحكومة، في محاولة للضغط على الرئيس المكلف للرضوخ أو الانسحاب من التأليف؟