“باسيل تجاري”.. جعجع: بري “مقطّع موصّل” و”ع مين عم يضحك قاسم؟”

748892455214

في القاعة الفسيحة التي تتصدّرها لافتتان كبيرتان: “لبناننا آتٍ” و”اليوم البلديّة. بكرا الجمهوريّة القويّة”، اختار رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع أن يلتقي مجموعةً من الإعلاميّين تمحور الحديث معهم حول بندَين حدّدهما جعجع: اقتراع المغتربين في الانتخابات النيابيّة، وسلاح حزب الله.
يبدأ جعجع بسرد قصّة إقرار قانون الانتخاب في عهد الرئيس ميشال عون “ينذكر وما ينعاد”، وفق تعبيره. يقول إنّ الأمر استغرق حينها نقاشاً طويلاً للوصول الى الصيغة النهائيّة للقانون، ولقيت ملاحظات “القوات” اعتراضاً “ممّن كانوا مع بعضهم البعض في السرّاء والضرّاء، قبل أن يصبحوا اليوم مع بعضهم في السرّاء فقط”.

ويضيف: “شعر جبران باسيل حينها، بحسّه التجاري المرهف، بخطر تصويت المغتربين فاقترح بدعة المقاعد الستّة لنوّاب الاغتراب، وتوافق معه حزب الله و”أمل”، فوصلنا الى معادلة الاختيار بين اعتماد مشروع القانون كما هو أو البقاء على القانون السابق”.

ويشير جعجع الى أنّ “الحكومة لم تكن جاهزة عندها لآليّة التصويت لنوّاب الاغتراب الستّة، فوافقنا على السير بالقانون على أن نعمل لاحقاً على إدخال تعديلاتٍ عليه”.

يتحدّث جعجع بإسهاب عن أهميّة مشاركة المغتربين الذين يشاركون في الأفراح والأحزان، بالاقتراع أيضاً، ثمّ يتوقف عند عدم دستوريّة الخطوة التي قام بها رئيس المجلس النيابي نبيه بري بعدم إدراج اقتراح القانون المعجّل المكرّر، الذي وقّعه 67 نائباً، على جدول أعمال الجلسة النيابيّة الأخيرة، لأنّ من صلاحيّة الهيئة العامّة التصويت عليه.

يقول جعجع إنّ ما أخّر البتّ بمصير سلاح حزب الله هو أنّ الرئيس جوزاف عون يتعاطى مع شخص “مقطّع موصّل”، ويقصد بري، في تمهيدٍ لانتقاله الى البند الثاني على جدول أعمال لقائه مع الإعلاميّين الذي يبدو كأنّه تحضير لأرضيّة التصعيد الذي “بشّر” به في اجتماع تكتّل “الجمهوريّة القويّة” مساء الأحد الماضي. علماً أنّ جعجع أعطى إشارة الى أحد أشكال التصعيد، ردّاً على سؤال عن احتمال الانسحاب من الحكومة، إذ أجاب: “الأمر وارد، وما توصّي حريص”.

يشير رئيس “القوات” الذي يوحي بأنّه على استعدادٍ لخوض معركة سيذهب فيها حتى النهاية، الى أنّ “سلاح حزب الله كان كارثة على لبنان، وهو ما أدّى الى الأزمة الماليّة، لأنّ الحزب تحالف مع أفسد الفاسدين، فانتقل لبنان من سويسرا الشرق الى الكبتاغون والتهريب والحدود المشرّعة”.

ويتابع: “صحيحٌ أنّ سلاح حزب الله مطلب عربي وأميركي وأوروبي، ولكنّه قبل هؤلاء مطلب لبناني، إذ لا يمكننا الوصول الى دولة فعليّة بوجود السلاح”.

وسأل: “على مين عم يضحك الشيخ نعيم بس يقول بعدنا صابرين؟ يا شيخ ما بقا تصبر”. ثمّ يضيف: “تحوّل حزب الله من حزب رادع للاعتداءات الى حزبٍ جاذبٍ لها، ما يحتّم تحويل شعاره الى “نهدم ولا نحمي”.

ويضع جعجع ما يشبه خريطة طريق تبدأ بإعلان الحكومة، في خلال أسبوعين، عن حلّ التنظيمات المسلّحة كلّها، ثمّ تسليم السلاح في الجنوب والبقاع، ثمّ تسليم السلاح في بيروت وضواحيها، وصولاً الى ترسيم الحدود مع إسرائيل ثمّ مع سوريا.

وطالب جعجع بعرض الاقتراح الأميركي على مجلس الوزراء لمناقشته، مؤكّداً أنّه ضدّ التفاوض مع حزب الله، لأنّ القرار يجب أن يكون محصوراً بالدولة.

وعن الرئيس عون، لفت جعجع الى أنّه من الواضح أنّ رئيس الجمهوريّة لا يريد الوصول الى مشاكل في الداخل، وهو يريد ما نريده، ولكنّ الفارق أنّه لا يضع مهلة زمنيّة محدّدة لذلك، معتبراً أنّ سلاح حزب الله لم يعد صالحاً للاستعمال في الحروب، ولذلك يُستخدم في الداخل لتحقيق مكاسب سياسيّة.

 

ينتهي الحوار مع سمير جعجع الذي يتصرّف في ملفَّي اقتراع المغتربين والسلاح على أنّه “إمّ الصبي”، هو المتربّع على “عرش” الأكثر الشعبيّةً عند المسيحيّين. لا يريد أن يكسر الجرّة مع الرئيس عون، ولكنّه على استعداد لكسر الجرار كلّها مع الرئيس بري في حال كان الثمن منح المغتربين حقّ التصويت في البلاد التي يقيمون فيها، على الأرجح لأنّ السلطة السياسيّة والحروب والسلاح تسبّبوا بتهجيرهم…

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: