كتبت صونيا رزق
تراجعت عزلة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل قليلاً، بعد إستقبال موسكو له على غرار مَن سبقه اليها من المعنيين بالتشكيلة، كحزب الله ثم الرئيس سعد الحريري، وصولاً الى مسؤولين آخرين إقترب موعدهم، لبحث اي طريقة من شأنها حل العقد الحكومية المستعصية، خصوصاً انها على إطلاع تام على هوية مَن يُعرقل.
من هنا جاءت إستضافة باسيل بعد حصول المسؤولين الروس على وعود، بأنه سيتجاوب مع مطلبهم لتسهيل التشكيلة، فكان اللقاء الذي جمع رئيس " التيار" مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، ونائبه ميخائيل بوغدانوف الذي سيزور لبنان قريباً، فجرى تناول ادق تفاصيل التشكيلة والإصغاء الى باسيل، الذي شكى الحريري وطالبهم بالضغط عليه للاسراع في تشكيل الحكومة، وإتخاذ قراره بالإصلاح، واضعاً طابتها في ملعبه. فنقل اليه لافروف مخاوف الرئيس المكلف على اتفاق الطائف، واتهامه فريق رئيس الجمهورية بمحاولة التلاعب بالتوازنات الطائفية في لبنان، فأتى رد باسيل لينطلق من انّ خصوصية دور المسيحيين في لبنان على المحك، مؤكداً على دورهم الكامل وعلى المناصفة، اذ ومن دون ذلك لن يبقى مسيحيون في لبنان والشرق، وبأنّ اي محاولة لإنهاء هذا الدور سيُواجه بقوة من قبل الرئيس ميشال عون، معتبراً بأنّ الحريري يحاول فرض ذلك، فيما الالتزام بوحدة المعايير في تشكيل الحكومة هو من يحّل مصاعبها.
الى ذلك إستمع باسيل من المسؤولين الروس الى تأييدهم تشكيلة حكومية من إختصاصيين، برئاسة الحريري ومن دون ثلث معطّل لأي فريق وزاري، وبأنّ الإستمرار في التعطيل سيؤدي قريباً جداً الى انهيار، مع وعد منهم بمسعى لحل العقد التي تقف حجر عثرة امام عملية التأليف، ضمن إطار سياسي غير بعيد عن المبادرة الفرنسية، مع محاولتهم إبعاد التعثر الذي طغى في الاسابيع القليلة الماضية على تلك المبادرة .
في غضون ذلك رأت مصادر سياسية مطلعة على ما يجري، بأنّ رئيس التيار الوطني الحر عمل على فتح باب التواصل مع دولة كبرى كروسيا، لتحصين نفسه وتياره على اثر فرض العقوبات الاميركية عليه، لذا عوّل كثيراً على هذه الزيارة، خصوصاً انّ موسكو تحترم التوازنات السياسية في لبنان، ولن تقوم بأي خطوة ناقصة من شأنها ان تعادي أي طرف، معتبرة بأنّ رهانه اكبر بكثير من الواقع.
وعلى خط الحلول، اشارت الى انّ باريس طلبت من موسكو المساعدة لحل الازمة اللبنانية، من خلال دفع إيران لتسهيل هذه المهمة، كما طالبت الرياض بتليّين موقفها، وكل هذا جاء بالتنسيق مع الاوروبيين.