باسيل غير مرتاح …” بساط بعبدا سُحب والامل بالرئاسة طار”

Gebran Bassil, a prominent Lebanese legislator who heads the main Christian group allied with Hezbollah, gestures as he speaks during an interview with the Associated Press, in Beirut, Lebanon, Monday, Oct. 17, 2022. Bassil said the war in Ukraine and rising demand for natural gas around the world has helped speed up a U.S.-mediated maritime border deal between Lebanon and Israel that will help bring stability to the eastern Mediterranean. (AP Photo/Hussein Malla)

لا شك في انّ رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، إستشعر المخاوف من إرتفاع نسبة حظوظ قائد الجيش العماد جوزف عون، للوصول الى كرسي بعبدا، وهو الحالم بها منذ سنوات، لذا أشعل خطابه في الامس بعد هجومات مسبقة بالجملة، طالت كل مرشح الى المركز الاول، حتى وصل به الامر الى شن هجوم ناري ضد قائد الجيش العماد جوزف عون، الذي بالتأكيد لن يرّد على باسيل، الامر الذي جعل الاخير محصّناً من ناحية معرفته مسبقاً بعدم تلقيه الرد، لانّ الصمت أبلغ من الكلام في بعض الاحيان.
وفي الوقت عينه بدا باسيل غير مرتاح، لانّ المستجدات الرئاسية ستفعل فعلها ربما، بعد الاجتماع الأخير الذي جمع رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط مع وفد من حزب الله، طرحت خلاله أسماء جديدة قابلة للتوافق في مقدمها اسم العماد عون، الذي يواجه رفضاً شديداً من باسيل. لذا اتى الاتهام ” بمخالفته قوانين الدفاع والمحاسبة العمومية، ومصادرة صلاحيات وزير الدفاع والتصرّف على هواه بالملايين بصندوق للأموال الخاصة وبممتلكات الجيش”.
الى ذلك لم تأت حملة باسيل من عدم، بل بعد ايام قليلة من تلويح وزير الدفاع موريس سليم بطرح إقالة قائد الجيش على مجلس الوزراء، وسط معلومات بأنّ هذا التلويح اتى بطلب من باسيل، لكن سليم عاد وتراجع عن ذلك، بعد زيارته بكركي ولقائه البطريرك بشارة الراعي الذي ابدى إستياءه من هذا الكلام، فخرج سليم بطريقة مغايرة من الصرح، معلناً انه لم يتطرق الى هذا الكلام، خصوصاً انه إبن المؤسسة العسكرية .
في السياق تبقى كل هذه الاتهامات بمثابة التفتيش عن اي ثغرة، تضع المرشح الخصم في خانة سلبية، لم يستطع باسيل ان يمليها ضد قائد المؤسسة العسكرية، الامر الذي يطرح اسئلة حول كيفية توجيه هذه الاتهامات من قبل شخص مطوّق بالاتهامات من أغلبية الاطراف السياسية، حيث لم يعد من ضمنها صاحب لباسيل، فينطبق معه المثل الشائع ” ما إلو صاحب”، وهذه المرة بات هذا المثل مطبقاً مئة في المئة.
واللافت انّ الهجوم أطلق العنان لتداعيات إيجابية ضد شخصية عسكرية، نجحت في مهامها وتحظى بقبول في الداخل والخارج، خصوصاً في الإطار الشعبي، اذ رفعت من نسبتها، وهذا ما ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي، التي اكدت بأنّ اتهامات باسيل لم تلق اي تجاوب، ومن مجمل الاطياف السياسية والحزبية، ولم يتأثر بها القسم الاكبر من اللبنانيين والمسيحيين بصورة خاصة،
وما ظهر على ملامح باسيل خلال المؤتمر الصحافي يوم امس، اظهر إرباكه و”زعله”، لذا لوّح بالترشح الى الرئاسة، وهو يعرف سلفاً انه حلم صعب التحقيق لا بل يقارب المستحيل، وقد سبق أن أبلغ المقرّبين منه بذلك، فلم يلق اي تجاوب، وفي الامس وضع هذه المناورة في خانة التضييق ليس أكثر على الملف الرئاسي.
في الخلاصة باسيل كئيب وغير مرتاح ،لان بساط بعبدا سُحب، والامل بالوصول الى الكرسي طار.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: