على الجبهة الرئاسية، يسعى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في أحدث مناورة له إلى إحباط ترشيح الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لقائد الجيش العماد جوزاف عون تولّي منصب رئيس الجمهورية.
فبعد المسارعة إلى رفض الاقتراح الجنبلاطي، مستنداً إلى المعزوفة نفسها التي تجعله لا يشارك عبر وزرائه في جلسات حكومة تصريف الاعمال، كذلك الميثاقية، وتسجيل المأخذ على إقدام جنبلاط على تسمية عون، بما اعتبره باسيل حينها بأنّه إقدام على تسمية مرشح للموقع المسيحي الأول في لبنان. تواصل باسيل مع حزب لله، لعلّه يجد اتفاقاً معه على رفض ترشيح قائد الجيش، من دون الحصول على جواب حاسم على هذا الصعيد.
أمَّا الخطوة الجديدة، فتمثلت بالتواصل مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عبر أحد الوسطاء، وإبلاغه أنّ كتلة التيار العوني على استعداد لانتخابه، إذا كان يفكر جديّاً بالترشح للمنصب الأول.
وكشفت مصادر على اطلاع على سير الاتصالات لـ”اللواء” عن أنّ “جعجع لم يعط جواباً لغاية تاريخه”.
ونقلت عن المعنيّين أنّ “جعجع يدرس اقتراح باسيل، كما يدرس الخلفيات التي حدت بجنبلاط على ترشيح العماد عون، لذا استمر بتريثه لتاريخه، مراهناً على كسب مزيد من الوقت، لكنّه يدرك أنّه لن يتمكن من التأخر كثيراً عن إبداء موقف لصالح ترشيح قائد الجيش”.
وعزت المصادر إيّاها موقف جعجع بالامتناع عن التجاوب الفوري مع باسيل بأنّه “سعي لتجنب الخلاف مع حلفائه الاقليميين والدوليين المؤيدين لعون في رئاسة الدولة اللبنانية”.
ويدرك جعجع أنّ “هدف باسيل هو قطع الطريق على عون، من زاوية أنّ الكتلتين المسيحيّتين الكبيرتين في المجلس النيابي ليستا مع ترشيحه، مما يعني انهاء حظوظه بالرئاسة بسبب رفض القوى المسيحية الأساسية له”.