أعادت قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) ملفّ نزع الألغام والذخائر غير المنفجرة في جنوب لبنان إلى الواجهة بعد نحو عامين من التوقف، بطلب من الحكومة اللبنانية وبالتعاون مع الجيش. وتشمل المرحلة الأولى تنظيف حقول ألغام في بليدا (القطاع الشرقي) ومارون الراس (القطاع الغربي) على مساحة تُناهز 18 ألف متر مربع.
وقال المتحدث باسم "يونيفيل" داني الغفري إن استئناف الأعمال بدأ في 8 أيلول الحالي، نتيجة توقيع وتجديد مذكرة التفاهم مع المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام التابع للجيش اللبناني في آذار الماضي. أضاف أن "الاتفاق يضمن مواصلة الدعم حتى 31 كانون الأول 2026 لإزالة الألغام والتخلص من الذخائر غير المنفجرة ضمن منطقة عمليات البعثة".
وأشار الغفري إلى أن العمليات تهدف إلى حماية المدنيين وأفراد البعثة وتسهيل عودة الأهالي إلى قراهم وحقولهم بأمان، وتتم مجاناً ومن دون أي التزامات مالية على الدولة اللبنانية، بالتنسيق الكامل مع الجيش. وأوضح أن المركز اللبناني يزود البعثة بقائمة بالمناطق الخطرة وتحديد أولويات العمل، وتُجرى عمليات استطلاع مشتركة قبل أي نشاط ميداني، فيما تتولى دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام عمليات تفتيش ضمان الجودة وفق المعايير الدولية.
بدوره، قال اللواء المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي إن نجاح العمليات يعتمد على الخرائط الإسرائيلية الدقيقة التي لم تُسلَّم بالكامل بعد، موضحاً أن إزالة الألغام عملية مستمرة لكنها مرتبطة بمدى الالتزام الإسرائيلي بتقديم المعلومات الكاملة. وأكد أن الفرق العاملة قد تضطر أحياناً لتوسيع المسح أو إعادة التحقق في المواقع، خصوصاً في المناطق المعقدة أو التي شهدت قصفاً متكرراً، مع التركيز على التجمعات السكنية والممرات الزراعية والمدارس والعيادات.